بازگشت

شريف يشخص انحدار الأشراف


لقد رأي شبث بن ربعي الشريف الوجيه الذي قاتل مع أميرا لمؤمنين و الحسن صلي الله عليه وآله وسلم طيلة خمس سنوات، الهوة التي انزلقوا اليها، حينما انحازوا بعد ذلك الي جبهة معاوية، فقاتلوا الأمام الحسين عليه السلام ليكملوا مشوارهم الذي بدأوه مع أميرالمؤمنين عليه السلام من قبل.

(ألا تعجبون أنا قاتلنا مع علي بن أبي طالب و مع ابنه الحسن آل أبي سفيان خمس سنين، ثم عدوا علي ابنه، و هو خير الأرض نقاتله مع آل معاوية و ابن سمية الزانية، ضلال يا لك من ضلال) [1] .

و من الطبيعي أن سلسلة الأحداث التي أدت الي جرهم الي ذلك ما كانت لتغيب عن بال شبث و أمثاله، و ما كانت تفوته أفعال معاوية الدؤوبة المستمرة لا يصالهم الي تلك الحال التي وصلوا اليها، و جعل الناس كلهم ملكا للدولة التي أرادها أن تبدو صرحا قويا ضخما مقابلهم، و أن يبدو هو مثلا أعلي و رمزا كبيرا، اما رعية ضعيفه متخاذلة مستسلمة.

و اذا استجابت رؤوس المجتمع و أشرافه و خضعت للأرم الواقع الذي فرضه عليها معاوية... فهل سيتردد سائر الناس و عوامهم و بسطائهم في رمي أنفسهم ببساطة في أحضان هذه الدولة رغم بقية شعور الحب و الولاء و هي كبيرة التي ظلت تحفل به نفوسهم تجاه آل البيت عليهم السلام. أنهم لم يستطيعوا سوي كبت هذا الشعور تحت وطأة الدولة و سلطانها، و الاستجابة لما تأمرهم به و ان كان مغايرا لشعورهم الذي قد يضعف بمرور الزمن، و علي هذا قد نستطيع فهم مقالة مجمع بن عبدالله العائذي للحسين عليه السلام.


(و أما سائر الناس بعد، فان أفئدتهم تهوي اليك، و سيوفهم غدا مشهورة عليك) [2] و قول الفرزدق: (القلوب معك و السيوف مع بني أمية) [3] .


پاورقي

[1] الطبري 325 / 3 و ابن الأثير 424 / 3.

[2] الطبري 296 / 3 و ابن الأثير 401 / 3.

[3] نفس المصدر.