بازگشت

وعين مجتمع العراق


ذنب ينبغي أن يحاسب عليه منهج متكامل لتحطيمه

و لم يكن معاوية بالذي يهمل الحلقات التي يري أنها لا تزال تتمتع بقدر من القوة و الارادة الحرة الواعية المستقلة كمجتمع العراق، و الكوفة علي وجه الخصوص الذي رأي أنه سيكون عقبة في طريق طموحاته و مشاريعه، و لهذا فانه تعامل مع العراقيين و أهل الكوفة بشكل مغير لتعامله مع الآخرين، وضع منهجا لهذا التعامل، رأينا بعض أسسه من خلال وصاياه لخلفيته من بعده و ولاته و عماله. ثم رأينا كيف رماهم بأقسي أنصاره، و أشدهم وحشية مثل زياد بن ابيه، و كيف عمل هذا علي قتل كل أولئك الذين عرفوا بالولاء لأميرالمؤمنين عليه السلام، و لم يبق الا علي من أسر ولاءه و سكت عن ممارسات الدولة و أعمالها المشينة، و قد أصدر معاوية تعليماته: (ان برئت الذمة ممن روي حديثا في مناقب علي و فضل أهل بيته، و كان أشد الناس بلية أهل الكوفة، لكثرة من بها من الشيعة، فاستعمل زياد بن أبيه و ضم اليه العراقين، البصرة و الكوفة، فجعل يتتبع الشيعة و هو بهم عارف، يقتلهم تحت كل حجر و مدد، و أخافهم، و قطع الأيدي و الأرجل، و صلبهم في جذوع النخل، و سمل أعينهم و طردهم و شردهم، حتي نفوا عن العراق فلم يبق بها أحد معروف مشهور، فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس أو طريد أو شريد.