بازگشت

هدف أميرالمؤمنين


تقليص فئة الهمج الرعاع

لقد أميرالمؤمنين عليه السلام في مطلع حكمة أن يستأصل هذه الطبقة، لا بالقضاء عليها جسديا، و انما بتقليصها و تحويلها الي طبقة مدرك واعية متعلمة (علي سبيل نجاة)، تدرك مهماتها و واجباتها، و تعرف موقعها من المسيرة الاسلامية الشاملة، تتصرف علي ضوء وعي و معرفة و علم و تتطلع الي المزيد منها، في ظل مشاركة فاعلة واعية بالأحداث، لا كفئة متلقية مستسلمة، و انما كفئة مفكرة متدبرة لها مواقفها الواضحة في مجمل المسيرة الاسلامية، و قد نجح فعلا بجعل الكوفة تنحاز الي صفه و تمتاز بطابعه، و هذا ما أدركه عدو اللدود معاوية المحاط بالحاشية القرشية الحاقدة التي رأت أنها مقبلة علي حالة انهياز في ظل أوضاع حكومة أميرالمؤمنين عليه السلام فعمل علي ايجاد ثغرات واسعة في سور الكوفة و بذل جهودا كبيرة لاستمالة أشرافها و زرع الفتن بين قبائلها و تصوير المعركة كلها علي أنها خلاف بين أناس (كبار) ينتمون لعبد مناف، و ان علي الآخرين أن يتدخلوا بقدر ما يروا مصلحة شخصية كبيرة لهم في هذا التدخل و قد لوح للجميع بالأموال و المناصب في اشارة واضحة الي أنهم لن يحققوا هذه المصلحة الا في ظل حكمة هو، لا حكم أميرالمؤمنين عليه السلام أو أي حكم آخر.