بازگشت

شمر نتاج مجتمع الظلم


و لم نكن لنشير الي شمر لو لم يكن سوء طالعه قد جعله يلعب ذلك الدور الذي لعبه في الكوفة و كربلاء، و أبدي فيه ذلك الحماس الاستثنائي الذي ما كان يبديه الا صاحب قضية حريص علي قضيته أو مصلحة حريص عليها، مع أن شمر لا قضية له و لا مصلحة تذكر، و كل ما في الأمر أنه أراد أن يظهر صورة محسنة لا سياده لكي يكرموه و يقربوه، و لم يكن العطاء الذي ناله أو المكانة التي حصل عليها بمستوي الحماس و الاندفاع الذي أبداه في خدمتهم.

و لم نكن لنشير الي شمر أيضا لو لم يظهر لنا شمر في كل الأوقات و الأزمان يسر في ركاب الطغاة و يبدي حماسا من شأنه أن يثير جيشا بأكمله و يوجهه نحو الجريمة، و لا يزال شمر يلوح أمامنا الي اليوم، خادما ذليلا أمام أسياده، و جبارا أمام المستضعفين من الناس و أمام أعداء الظلم و مناوئيه.

ان (ظاهرة شمر) ينبغي أن تدرس بعناية لنجد الأسباب الحقيقية وراء اندفاعه في طريق الشر و العدوان و الجريمة، فقد يشخص علاج لأمراض خطيرة من النوع الذي أصيب به شمر فاندفع بتلك الطريقة الشرسة في طريق الابادة و القتل، اذا ما درسنا تلك الأسباب، لكي نمنع بالتاي من استفحال تلك الظاهرة التي غالبا ما تري في مجتمعات الظلم و الانحراف.

ألم يكن شمر نتاج مجتمع الظلم الذي أوجده معاوية؟

أليس أشباهه نتاج مجتمعات الظلم المشابهة؟

في دولة الاسلام و العدالة لا يمكن أن تري شمرا و ظاهرة شمر. اذ لا حاجة لأحد به، فقانون الاسلام و شريعة الله هي التي تحكم و تسيطر علي الجميع.