بازگشت

لولا جريمته، ما أشار اليه التاريخ


و ليس في حياة شمر ما يستحق الذكر، و لو أنه لم يشترك بهذه الجريمة المروعة لمضي مع الاف من غيره، لا يعني أحد بتسجيل أي شي ء عنهم و لكن سوء طالعه جعله يبدي تلك الحماسة الشاذة في مناوءة آل محمد صلي الله عليه وآله وسلم و الحث علي قتالهم و استئصالهم في وقت كان يخوض فيه الحسين عليه السلام أكبر معركة لانقاذ المسلمين من ربقة الحكم الأموي المنحرف.

و قد شارك كثيرون غيره بتلك الجريمة، غير أنهم لم يبلغوا مبلغه من حرص علي لفت الانظار اليه و هو يتطوع لخدمة أسياده الذين حسب أن كل شي ء كان رهن


اشارتهم و طوع يمينهم، لم تكن له قضية محدودة يدعو لها و يدافع عنها الا قضية اثبات انتمائه لأولئك الأسياد، و دفاعه عن (المكاسب) التي كان يري أنها تلوح له في الأفق.

و قد رأي من ابن زياد ميلا كبيرا اليه ما دام يخدم (قضيته) بذلك الحماس الذي أبداه، و رأي أنه أصبح (مهابا) مسموع الكلمة في ذلك الجو المتقلب المشحون بالكراهية و الخلاف و الاطماع.