بازگشت

جبن و غدر


و يكشف لن حوار بين شمر واحد رجاله، أبي الجنوب، عن جبن شمر و غدره و استعداده للدس عند سيده، حتي علي من آزروه بمهمته القذرة تلك؛ (مر بابي الجنوب و هو شاك في السلاح فقال له: أقدم عليه.

قال: و ما يمنعك أن تقدم عليه أنت؟

فقال له شمر. ألي تقول ذا؟

قال: و أنت لي تقول ذا؟ فاستبا.

فقال له أبو الجنوب و كان شجاعا: و الله لهممت أن أخضخض السنان في عينك، فانصرف عنه شمر و قال: و الله لئن قدرت علي أن أضرك لأضرنك) [1] .

و كيف يستطيع أن يضره، ان لم يكن بالنميمة و الوشايه، و هو ما بدا علي استعداد لفعله دائما.

و عندما أصيب الامام عليه السلام اصابات بالغة و سقط علي الأرض لم يقترب منه أحد (و لقد مكث طويلا من النهار، و لو شاء الناس أن يقتلوه لفعلوا، و لكن كان يتقي بعضهم ببعض، و يحب هؤلاء أن يكفيهم هؤلاء) [2] فقد أدركوا أنهم كانوا يقدمون علي أكبر جريمة بحق الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و حق الاسلام، و ان من سيضع اللمسات الأخيرة لها سيظل بالخزي و العار الي الأبد.

و كان لابد من رجال أمثال شمر يقومون بارتكاب جريمة قتل الحسين عليه السلام، (فنادي شمر في الناس: و يحكم ما تنظرون بالرجل، اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم، فحمل عليه من كل جانب) [3] فجرأ الناس عليه بذلك و كان هو في مقدمتهم اذ نزل اليه (فضربه برجله، و القاه علي قفاه ثم أخذ بكريمته المقدسة، فضربه بالسيف ثم حز رأسه و دفعوه الي خولي بن يزيد) [4] .


و قد روي أن شمر كان في لحظات قيامه بجريمته و هو يري الحسين عليه السلام يلوك بلسانه من شدة العطش، يستهزي ء بحوض النبي صلي الله عليه وآله وسلم الذي حدث عنه صلي الله عليه وآله وسلم [5] ؛ كما روي أنه كان يقوم بجريمته و هو يردد كلمات يؤكد فيها معرفته بالحسين عليه السلام و منزلته عندالله و رسوله صلي الله عليه وآله وسلم؛ و كان مصرا علي انتهاك حرمة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و حرمة الاسلام، بقتله بتلك الطريقة البشعة.


پاورقي

[1] المصدر السابق.

[2] المصدر السابق.

[3] الطبري 334 / 3 و تراجع بقية المصادر السابقة، و قيل ان الذي نادي في الناس هو عمر بن سعد، و لا تناقض في الحالين فربما ناديا کلاها بهذا النداء و حرضا الناس علي الحسين عليه‏ السلام.

[4] مقتل الحسين / للخوارزمي ج 2 ص 36 و بحارالأنوار ج 45 ص 56 و قد ذکر الطبري و البلاذري ان الحسين عليه‏ السلام حين قتل وجد به ثلاث و ثلاثون طعنة و أربع و ثلاثون ضربة و قد أورد الطبري 334 / 3 و النويري 452 - 20 و بعض المؤرخين أن الذي حمل علي الحسين عليه‏ السلام و هو في تلک الحال سنان بن انس النخعي (فطعنه بالرمح فوقع.. فنزل اليه فذبحه و احتز رأسه، ثم دفع الي خولي بن يزيد، و قد ضرب قبل ذلک بالسيوف) غير أن الاشهر هو قيام شمر بذبحه رغم أنه کان يستطيع تلکيف من يقوم بالمهمة نيابة عنه و هو ما أراد اظهاره لأسياده من انحياز کامل اليهم و تفان في خدمتهم للأسباب التي ذکرناها في هذه الدراسة.

[5] وردت أحاديث بشأن الحوض و أشرنا اليها في هذه الدراسة.