بازگشت

سعي لحتفه بظلفه


حاول ابن سعد الهرب، و خرج من داره، ثم عاد اليها، و بخروجه عن (رحله و اهله) كما ورد بوثيقة الامان، خرق ظاهريا بنود الاتفاق التي وردت في الامان.

أرسل أحد جلساء المختار ابنه لابن سعد محذرا اياه من عزم المختار قتله، و عندما أخبره بذلك (خرج من تحت ليلته حتي أتي حمامه، ثم قال في نفسه: أنزل داري، فرجع، فعبر الروحاء ثم أتي داره غدوة، و قد أتي حمامه.

فأخبر مولي له بما كان من أمانه و بما أريد به، فقال له مولاه: و أي حدث أعظم مما صنعت؛ انك تركت رحلك و أهلك و اقبلت الي هاهنا، ارجع الي رحلك، لا تجعلن للرجل عليك سبيلا، فرجع الي منزله.

و أتي المختار بانطلاقه، فقال: كلا أن في عنقه سلسلة سترده، لو جهد ان ينطلق ما استطاع، و أصبح المختار فبعث اليه أبا عمرة، و أمره أن يأتيه به، فجاءه حتي دخل عليه فقال: أجب الأمير، فقام عمر، فعثر في جبة له، و و ضربه بسيفه ابو عمرة، فقتله، و جاء برأسه في أسفل قبائه حتي وضعه بين يدي المختار فقال المختار لابنه حفص بن سعد و هو جالس عنده: أتعرف هذا الرأس؟ فاسترجع و قال: نعم، و لا خير في العيش بعده، قال له المختار: صدقت، فانك لا تعيش بعده، فأمر به فقتل، و اذا رأسه مع رأس ابيه.

ثم ان المختار قال: هذا بحسين، و هذا بعلي بن حسين سواء.

و الله لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا أنملة من أنامله) [1] .


و بذلك انتهت حياة عبد ذليل من عبيد دولة الظلم الأموية، و ما كان التاريخ سيلتفت اليها و لا أن تذكر، لولا أن صاحبها اشترك بجريمة قتل الحسين و أصحابه عليهم السلام و كان قائد الجيش الذي ارتكب هذه الجريمة، و قد ضاعت امنياته هباء بعد أن لم يف له أميره بما وعده به، و لم تدم حياته أكثر من المدة التي دامت بها حياة سيدة يزيد، الا أياما معدودات، و لم تكن أمرته الا كلعقة الكلب أنفه.



پاورقي

[1] المصدر السابق 464 / 3. و د ورد في بحار الأنوار 378 / 45 ان عمربن سعد لما علم بما قاله المختار عنه (.. عزم علي الخروج من الکوفة، فأحضر رجلا من بني تيم اللات اسمه مالک، و کان شجاعا، و أعطاه اربعمائة دينار، و قال: هذه معک لحوائجنا، و خرجا، فلما کانا عند حمام عمر أو نهر عبدالرحمن، وقف و قال: أتدري لم خرجت؟ قال: لا: قال: خفت المختار، فقال: ابن دومة؟! يعني المختار، فقال: ابن دومة أضيق استأمن أن يقتلک، و ان هربت هدم دارک، و انتهب عيالک و مالک، و خرب ضياعک و أنت أعز العرب، فاغتر بکلامه فرجعا علي الروحاء فدخلا الکوفة مع الغداة... (هذا قول المرزباني، و قال غيره: ان المختار علم بخروجه من الکوفة فقال: و فينا له و غدر، و في عنقه سلسلة لو جهد أن ينطلق ما استطاع، فنام عمر علي النافة فرجعت، و هو لا يدري حتي ردته الي لاکوفة، فارسل عمر ابنه الي المختار، قال له: أين أبوک؟ قال في المنزل، و لم يکونا يجتمعان عند المختار، و اذا حضر أحدهما غاب الآخر خوفا أن يجتمعا فيقتلهما) و لم يغنهما ذلک شيئا اذ قتلهما المختار جميعا.