بازگشت

ابن زياد من ينفع و يضر


لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك

و يتجلي خوف ابن سعد من ابن زياد، و حسابه لامره كل حساب عند جوابه لسنان بن أنس الذي كان علي رأس قتلة الحسين عليه السلام بقيادة شمر.

حسب (الحاسدون) و (الغابطون) سنانا علي (شجاعته) أنه سينال أموالا طائلة لما قام به. قالوا له: (قتلت حسين بن علي و ابن فاطمة ابنة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قتلت أعظم العرب خطرا، جاء الي هؤلاء يريد أن يزيلهم عن ملكهم، فات امراءك فاطلب ثوابك منهم، لو أعطوك بيوت أموالهم في قتل الحسين كان قليلا) [1] .

كان منطقهم منطق الربح بالأموال و حسب، فلم تكن (معركتهم) تلك مما يمكن التفاخر به. أرادوا اقناع أنفسهم بأن القضية كلها قضية منافسة علي ملك و سلطان، و أقروا (واقعا) أن بيوت الأموال التي استولي عليها الحكام انما هي (بيوت أموالهم) لا بيوت أموال المسلمين، و ان من حقهم ان يتصرفوا بها كيف شاءوا.

ذهب سنان علي فرسه (و كان شجاعا شاعرا، و كانت به لوثة، فأقبل حتي وقف علي باب فسطاط عمر بن سعد، ثم نادي باعلي صوته:



أوقر ركابي فضة و ذهبا

أنا قتلت الملك المحجبا



قتلت خير الناس أما و أبا

و خيرهم اذ ينسبون نسبا



فقال عمر بن سعد: أشهد انك لمجنون ما صححت قط. أدخلوه علي.


فلما أدخل حذفه بالقضيب ثم قال: يا مجنون، أتتكلم بهذا الكلام، أما و الله لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك) [2] .

كان هاجسه، و حلمه و الهه الوحيد في ذلك الحين ابن زياد وحده، فهو الذي كان يستطيع الارتفاع به و جعله أميرا أو خفضه و جعله كسائر الناس المغمورين؛ و كان الأمر كله رهينا بكلمة تخرج من فمه بل أنه حسب أن حياته نفسها كانت رهينة بتلك الكلمة.


پاورقي

[1] المصدر السابق.

[2] الطبري 313 - 335 / 3 و راجع المصادر السابقة و ذکرت بعض کتب التاريخ أن ابن ‏زياد أمر بقتله لدي سماعه الأبيات المذکورة - کما أشرنا لذلک في حينه.