بازگشت

خوف أم يقظة ضمير


كان تردد ابن سعد يبدو واضحا في العديد من المواقف لأنه لم يكن واثقا من عدالة قضيته و هو يواجه قضية خصمه العادلة الواضحة.

ففي المعركة، أذ شمر هلالا الجملي، بعد أن ضرب حتي كسرت عضداه، أسيرا الي عمر بن سعد، و قد طلب شمر من ابن سعد أن يقتله، الا أنه قال له: (أنت جئت به، فان شئت فاقتله، فانتضي شمر سيفه، فقتله) [1] .. فكأن ابن سعد كان يري نفسه محملا بكثير من الذنوب لم يشأ اضافة ذنوب جديدة اليها.

الا أنه كان يعود الي طبيعة الشر التي ألفها و التي جبل عليها، ربما لكي يسجل مواقف (مشهودة) لدي أميره، فعندما خرج عابس بن أبي شبيب الشاكري، البطل المعروف و كان من أشجع الناس و طلب المبارزة قائلا: الا رجل لرجل؟

فقال عمر بن سعد: ارضخوه بالحجارة،. فرمي بالحجارة من كل جانب، فلما رأي ذلك القي درعه و مغفره، ثم شد علي الناس يكدر أكثر من مائتين من الناس، ثم انهم تعطفوا عليه من كل جانب، فقتل: قال [ربيع بن تميم راوية هذا الخبر] فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عده، هذا يقول أنا قتلته، و هذا يقول: أنا قتلته، فأتوا عمر بن سعد فقال: لا تختصموا، هذا لم يقتله سنان واحد، ففرق بينهم بهذا القول) [2] .


پاورقي

[1] المصدر السابق.

[2] الطبري 334 - 329 / 3 و تراجع بقية المصادر.