بازگشت

شهادة بحق الحسين


لا يستسلم و الله حسين. ان نفسا أبية لبين جنبيه

و قد وردت شهادة له بحق الامام عليه السلام في تعقيب له علي موقف ابن زياد المعادي و الذي اراد منه الامام عليه السلام أن يستسلم له.

قال ابن سعد لشمر الذي كان يقوم بدور الموالي الحريص علي بقاء الدولة و المحرض الشديد العداوة للحسين عليه السلام، و الذي جاء برسالة ابن زياد التي تدعوه الي دعوة الحسين عليه السلام للاستسلام أو قتله و التمثيل بجثته.

(ما لك، و يلك، لا قرب الله دارك، و قبح الله ما قدمت به علي! و الله اني لأظنك أنت ثنيته أن يقبل ما كتبت به اليه، أفسدت علينا أمرا كنا رجونا أن يصلح، لا يستسلم و الله حسين، ان نفسا أبية لبين جنبيه) [1] .

لم يستطع ابن سعد أن يقول أن الحسين عليه السلام لن يستسلم لأنه يحمل قضية الاسلام الكبيرة بمواجهة الانحراف المعلن من قبل الدولة التي ادعت وصايتها و قيموتها علي المسلمين، و كل ما استطاعه - تحت وطأة غضبه البارد علي شمر - أن يقول ان للحسين عليه السلام نفسا أبية بين جنبيه، أما لماذا كان ذلك الاباء ولأي غايه فهذا ما لم يرد أن يفصح عنه.

كان ابن سعد واعيا تمام الوعي موقف الدولة الظالم و المنحرف عن الاسلام، و لم يستطع الا ان يكون اداة طيعة بيدها عندما دعته الي ذلك، و لم يملك قدرا من الارادة الحرة يتيح له رفض ان يكون علي رأس الجيش الذي سيتولي قتل الامام و أصحابه و التمثيل بجثثهم.

كان جديرا به و قد غضب علي شمر أن يرفض ما عرضه عليه، الا أنه لم يجد في نفسه الجرأة للقيام بذلك.

(قال له شمر: أخبرني ما أنت صانع؟ اتمضي لأمر أميرك و تقتل عدوه؟

و الا فخل بيني و بين الجند و العسكر؛

قال [ابن سعد]: لا و لا كرامة لك، و أنا أتولي ذلك.

دونك، و كن أنت علي الرجال.


فنهض اليه عشية الخميس لتسع مضين من المحرم). [2] .


پاورقي

[1] الطبري 314 - 313 / 3 و تراجع المصادر السابقة.

[2] المصدر السابق.