بازگشت

الكذب، لتبرير الجريمة


كان ابن سعد أحد الاعوان الثانيون للظالم، و كان ضمن حاشية ابن زياد، و لم يرو لنا انه حاول ثنيه أو منعه من جريمة قتل الحسين عليه السلام و لم يثقل لنا الا انه أرسل رسالة ذليلة اليه يخبره فيها ان الحسين عليه السلام طلب الرجوع أو الذهاب الي أحد ثغور المسلمين للجهاد أو أخذه الي يزيد لوضع يده في يده.

و هي رسالة مفتعلة، راويتها الوحيد هو ابن سعد نفسه، و لم يقم عليها دليل؛ اذ


لم يحصل ان طلب الحسين عليه السلام ذلك. و قد أوضحنا في بحث مستقل، بطلان رواية ابن سعد، و ان الامام عليه السلام ما كان ليطلب مثل هذا الطلب و يقبل انه يضع يده بيد يزيد.. اذ لو كان قد أراد ذلك و قبل به، فما المانع ان يضع يده بيده ابن زياد - و هو كيزيد - و ينهي العملية برمتها اذ ما كان يريد أن يسلم من القتل و حسب؟.

ربما أراد ابن سعد أن ينفي عن نفسه تهمة الرغبة بقتل الامام عليه السلام لأنه كان يعلم من هو، و يعرف منزلته و مكانته من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و من المسلمين، و يعرف أنه قد أقدم علي جريمة نكراء لن تغتفر له من قبل المسلمين علي مر الايام، و ربما سينال عليها جزاء عاجلا، اضافة الي جزاء آجل في الآخرة.

لذلك فانه راح يرمي مسؤوليتها علي ابن زياد، الذي رماها بدوره علي يزيد، و الذي ارجعها الي ابن زياد في لعبة مكشوفة مفضوحة، و هكذا كانوا يتخبطون - أمام استنكار المسلمين لذلك العمل الشنيع الذي ارتكبوه و حاولوا التنصل منه، باختلاق روايات و قصص (تثبت) أنهم كانوا غير راغبين بقتل الامام عليه السلام و أصحابه و قطع رؤوسهم و التمثيل بجثثهم و انه كان تصرفا فرديا لا شأن له برأس الدولة، يزيد. علي الخصوص. و هذاه ما كرست له الدعاية الاموية جهودها.