بازگشت

الي الكوفة، ثانية


و لأن ابن زياد أصبح اسطورة في قمع أهل العراق خاصد و حقق (نجاحا) كبيرا بنظر الأمويين فان مروان جعل له (اذ وجهه الي العراق ما غلب عليه، و أمره أن ينهب الكوفة اذا هو ظفر بأهلها ثلاثا) [1] .

و يمكن الفرق هذه المرة بأن ابن زياد جاء علي رأس جيش جرار من الشام، بينما ورد الكوفة في المرة الأولي وحيدا الا من جماعة قليلة من أصحابه و تغلب علي أهل الكوفة بأهل الكوفة، فهو ما كان ليستامح مع من حاربوه ثانية - و في مقدمتهم المختار و أصحابه و كان المختار قد سيطر علي الكوفة، و حتي مع أولئك الذين سكتوا عنهم و لم يحاربوهم اذ أن موقفهم المتذبذب جعلهم موضع شكه و قد يستهدفهم بقعمه كما يستهدف اعداءه أيضا.

و قد انشغل ابن زياد عن العراق نحوا من سنة بأرض الجزيرة لمكافحة قيس عيلان الذين كانوا علي طاعة ابن الزبير، ثم دخل الموصل التي كانت تابعة للمختار، فانحاز عامله الي تكريت و كتب اليه بذلك.

فوجه المختار جيشا صغيرا الي الموصل قوامه ثلاثة آلاف فارس، فارس اليهم ابن زياد ستة آلاف، غير أن جيش المختار هزمهم هزيمة منكرة رغم مرض قائده الشديد و اشرافه علي الموت، و قد مات فعلا بعد تلك المعركة.

و قد رأي القائد الجديد الأثر السلبي الذي يمكن أن يتركه ذلك علي جيشه الصغير المرهق و هو يواجه جيش اب زياد الجرار الذي قيل ان قواهم ثمانون ألف جندي، فآثر الانسحاب بعد ذلك النصر الذي حققوه علي طليعة جيش ابن زياد.



پاورقي

[1] المصدر السابق.