بازگشت

عبد فرعون بمستوي رغبات فرعون


(مروان) سيدا جديدا

و بقي فصل كان عليه أن يلعب فيه دورا كبيرا اذا ما وصل الشام، و هو العمل علي ابقاء (الخلافة) في آل أمية، و قد كان يخشي من انتقالها الي غيرهم و خصوصا ابن الزبير، كان ارتباك الامويين واضحا، و كانوا يتخطون في مسألة من يولونه عليهم و كان من رأي (مروان أن يرحل فينطلق الي ابن الزبير فيبايعه. فقدم عبيدالله بن زياد و اجتمعت عنده بنو أمية، و كان قد بلغ عبيدالله ما يريد مروان فقال له: استحييت لك مما تريد، أنت كبير قريش و سيدها، تصنع ما تصنعه فقال: ما فات شي ء بعد) [1] .

كان الأمويون قلقين و كانوا بين نارين، نار مبايعة ابن الزبير و التخلي عن العديد من المكاسب التي حققوها في ظل معاوية و يزيد، و نار قيام أحدهم بالدعوة لنفسه، و هو ما لم يروا أنفسهم جديرين به حتي مروان عميدهم نفسه، الذي بدا انه لم يجرؤ حتي تلك اللحظة بالدعوة الي نفسه، و كان عبيدالله يبدو و كأنه كان أبعدهم نظرا و أصوبهم منطقا حتي أنهم تحلقوا حوله و حفوا به ليخرجهم من ورطتهم (فكأنهم كانوا معه صبيانا، قدم الشام و قد أبرموا، فنقض ما أبرموا الي رأيه) [2] .

و قد حارب ابن زياد تحت راية مروان الضحاك بن قيس الذي كان يدعو لابن الزبير و قد بقي مع مروان بعد مقتل الضحاك.

و عندما أرسل ابن الزبير عاملا من قبله علي الكوفة. جهز مروان ابن زياد بجيش و امره بالتوجه اليها، و قد حاول عامل ابن الزبير ضرب عصفورين بحجر واحد، عندما أشار علي، التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي أن يسيروا لحربه، و بذلك يضعف الطرفين أو يتخلص من أحدهما أو كليهما، غير أنه دعاهم بالتالي أن يتريثوا و يسيروا تحت قيادته لحرب ابن زياد و قد رفض التوابون ذلك، و رأوا ان القتال مع ابن


الزبير في النهاية شأنه شأن القتال مع مروان نفسه، و قد رأوا أنه أصحاب قضية واحدة هي الثأر ممن قتل الحسين و أصحابه عليهم السلام.

و قد ساروا الي عين الوردة و فاجأوا جيش ابن زياد فقتلوا منه أعدادا كبيرة فاقت عددهم الا أن قادتهم استشهدوا في المعركة كما ان معظمهم استشهدوا و رجعت فلول قليلة منهم الي الكوفة و كان ذلك سنة خمس و ستين للهجرة، في شهر ربيع الآخر، و التحق من رجع منهم بالمختار الثقفي.


پاورقي

[1] المصدر السابق.

[2] الطبري 451 - 375 / 3 و ابن الاثير 684 / 3 و ما بعدها.