بازگشت

جريمة السبي


تؤكد الحقد الأموي علي الرسول و آله صلي الله عليه وآله وسلم

و كان منظر العائلة (المسبية) المزينة التي قتل رجالها و تعرضت للسلب و النهب (مال الناس علي الورس و الحلل و الابل و انتهبوها، و مال الناس علي نساء الحسين و ثقله و متاعه، فأن كانت المرأة لتنازع ثوبها عن ظهرها حتي تغلب عليه، فيذهب به منها) [1] .

بعد ما احرقت الخيام، و بعد ما أخرجت تلك العائلة تستعرض أمام الجيش الغازي البمتهج (نبصره و غلبته) علي الحسين و رجاله، (كان) منظرا لا يحتمل، فكيف تستطيع نساء ينتمين الي آل البيت عليهم السلام و هم من هم في منزلتهم و مكانتهم من الله و من الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و من المسلمين، و من نزلت شهادات أكيدة بحقهم و قدسهم و طهرهم من الله عزوجل.

نساء مسلمات غير متبرجات يمثلن طهارة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم نفسه، و كل تلك القداسة التي كانت له في نفوس المسلمين، كيف يستطعن تحمل تلك الصدمة الاليمة، صدمة قتل ممثل الرسالة الامام الحسين عليه السلام، عميدهن و اخوته و أبناءه و أبناء عمومته و أصحابه، القتلة القاسية المنفرة التي لم ير لها مثيلا من قبل، تضاف لها


صدمة استعراضن، و أخذهن الي الكوفة حيث مقر المجرم الذي ارتكب كل تلك الجريمة المروعة.

كان امام عائلة الحسين عليه السلام مسير صعب قاس، تساق فيه لابن زياد الذي لم يعرف منه ما يدل علي احترامه لكل قداسة جاء بها الاسلام و الذي اشتهر كما اشتهر أبوه من قبل قسوته المتناهية تجاه أعدائه و منافسيه، و يكون مصيرها رهن كلمة تخرج من فمه. و هل عسي أن تكون تلك الكلمة لصالح تلك العائلة التي جعل من شؤونه مناصبتها العداء علي الدوام؟

و اذا ما أضيف لذلك خشيتهن من اقدام الجيش المعتدي علي قتل امام الامة المرتقب زين العابدين عليه السلام و كل الصبية الصغار، كما أراد ذلك شمر فعلا، لولا أن تصدي له بعض الرجال و استعطفوه لكي يتركهم، و اذا ما علمنا أن ذلك تم في ساعات معدودة تلت ساعات طويلة من الخوف و الترقب و الهواجس و الآلام الجسمية و النفسية، أدركنا الي أي مدي بلغت تلك الآلام من العائلة الزكية المقدسة التي اعتادت ان تكون محل احترام و تقديس المسلمين كافة.

ان منظر اخراج النساء من الخيام و اضرام النار فيها، و تسابق القوم علي نهب بيوت آل الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و فرار النساء (حواسر مسلبات حافيات باكيات)، اثار حفيظة نساء غربيات [2] ، بل حزن نساء الكوفة كلهن فيما بعد، و شكل ادانة للنظام الاموي اضيف لجريمته البشعة في قتل الحسين و أصحابه بتلك الصورة المروعة، و لعلهم لو ارتكبوا الجريمة دون اللجوء الي ترويع النساء و سلبهن و معاملتهن تلك المعاملة القاسية لجعلوها تخف في نظر الكثيرين من الناس الي يومنا هذا و لكان الفعل الاجرامي قد خف وقعه عليهم، اذا ما حاجتهم لذلك بعد اتمام جريمتهم بقتل الحسين و أصحابه الذين كانوا يقضون مضاجع رجال الدولة الاموية، سوي أن يدللوا علي الرغبة في الجريمة لا حماية الدولة التي ادعت قياما علي الحق و الشرعية و هي بعيدة عن ذلك كل البعد.؟


كان مسير عائلة الامام عليه السلام الي الكوفة و مرورهن بالاجساد الصريعة التي فطعت منها الرؤوس، لا تقل آلامه عن تلك التي توقعنا و هن يسقن مع زين العابدين عليه السلام. الي مقر الجريمة حيث ابن زياد الذي استقبل الجميع ذلك الاستقبال الذي كشف نفسيته الدموية و حقده علي نبي الاسلام صلي الله عليه وآله وسلم و آله عليهم السلام، و قد رأينا كيف كان يبدو فخورا منتفخا مختالا بفعلته أمام جمع النساء و الاطفال الخائفين المرعوبين، لو لم يفوت عليه ذلك الامام زين العابدين و زينب.


پاورقي

[1] الطبري 4 / 3.

[2] و قد روي أن امرأة من آل بکر بن وائل کانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد، فلما رأت القوم قد اقتحموا علي سلب بنات رسول‏ الله صلي الله عليه وآله وسلم أخذت سيفا، و أقبلت نحو القوم و هي تصيح: «يا آل بکر بن وائل، اتسلب بنات رسول‏ الله؟ لا حکم الا الله، يا لثارات رسول‏ الله» فأخذها زوجها وردها الي رحله. (اللهوف 55 و مثير الاحزان 40 و نهاية الارب 46 - 20).