بازگشت

جزاء القاتل...


اقتلوه أيضا

و قد جري موقف طريف بخيمة ابن سعد، فقد قدم سنان بن أنس، أحد قتلة الحسين عليه السلام، و قيل أنه هو الذي طعنه بالرمح فوقع و أنه هو الذي نزل اليه و احتز رأسه بايعاز من شمر، قدم سنان هذا الي خيمة ابن سعد بعد أن حرضه جماعة علي ذلك قائلين: (قتلت الحسين بن علي و ابن فاطمة ابنة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، قتلت أعظم


الناس خطرا، جاء الي هؤلاء يريد أن يزيلهم عن ملكهم، فأت امراءك فاطلب ثوابك منهم، لو أعطوك بيوت أموالهم في قتل الحسين كان قليلا.

فاقبل علي فرسه و كان شجاعا شاعرا، و كانت به لوثه، فأقبل حتي وقف علي باب فسطاط عمر بن سعد، ثم نادي بأعلي صوته:



أوقر ركابي فضة و ذهبا

أنا قتلت الفارس المجبا



قتلت خير الناس أما و أبا

و خيرهم اذ ينسبون نسبا



فقال عمر بن سعد: أشهد أنك لمجنون ما صححت قط، أدخلوه علي، فلما أدخل حذفه بالقضيب ثم قال: يا مجنون، أتتكلم بهذا الكلام! أما و الله لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك) [1] .

كان ابن سعد يدرك دناءة أصل ابن زياد، و أنه اذا ما جوبه بمثل هذا الكلام فانه سينزعج و قد يكون رد فعله عنيفا أمام أتباعه و حاشيته الذين يحاول أن يتعالي عليهم. و ربما سينزعج ابن زياد منه هو اذا سمع لامثال هذا المهوس أن يتلفظ بأمثال تلك الكلمات.

و قد روي أن ابن زياد قد حرم ابن سعد فعلا الجائزة التي وعده بها و هي ولاية الري فكان يردد بعد ذلك: (ما رجع أحد الي أهله بشر مما رجعت به، أطعت الظالم الفاجر ابن زياد، و عصيت الحكم العدل، و قطعت القرابة الشريفة) [2] .

كما أن توقعاته بخصوص سنان بن أنس - فقد قيل أنها تحققت أيضا.

(فقد دخل علي عبيدالله بن زياد بعد يوم عاشوراء بيومين، و هو يرتجز بقوله، فقال له ابن زياد: فان كان خير الناس أما و أبا فلم قتلته؟

و أمر، فضربت عنقه) [3] .

و لم يشفع له ولاؤه و طاعته، فخير الناس أما و أبا يذكر الناس علي الدوام بشرهم أما و أبا.


و كان جديرا بابن زياد الا يقتله لئلا تتذكر الناس دناءة أصله كلما ذكروا هذه القصة.


پاورقي

[1] المصدر السابق 335 / 3 علي أن العديد من المصادر تشير الي أن شمرا کان هو الذي احتز رأس الحسين عليه‏ السلام کما سنتطرق الي ذلک.

[2] أنساب الاشراف - البلاذري 211 - 3.

[3] نهاية الارب للنويري ط القاهرة 461 - 20 و العقد الفريد 127 / 5.