بازگشت

خصومة الجبناء...


بين ابن سعد و شمر و تثير (الخصومة) التي جرت بني ابن سعد و الشمر، سخرية المطلع علي أحداث تلك الفترة.

فابن سعد كان علي رأس جيش مستعد للذهاب للري، و ابن زياد يأمره ليكون هو المتولي قتال الحسين.

و رغم استجابته الذليلة فانه كان يطمع باقناع الحسين عليه السلام بالتنازل عن قضيته و اقناع ابن زياد بالتساهل معه و فسح المجال للحوار و التفاهم، ناظرا للقضية كلها من وجهة نظره الخاصة.

و اذ اشتد ابن زياد عليه و طالبه بالتشديد علي الحسين عليه السلام و منعه الماء و أرسل اليه الشمر ليأمره بحسم الأمر و التصدي للامم، فانه حسب ان ابن زياد كان يتصرف بوحي من الشمر و بنصائح منه، و هو ما أغاظه... لأنه سيتحمل مسؤولية قتل الحسين عليه السلام امام الأمة بعد أن يتبرأ من ذلك القتلة الآخرون...

و رغم أنه يعلم أن الجريمة التي كان سيقدم عليها كبيرة، و انها ستكون و صمة في جبينه يتحمل وزرها شخصيا كمنفذ مباشر، الا أن طمعه بولاية الري و خوفه من ابن زياد كانا أكبر من خشيته من تحمل عار تلك الجريمة.


و عندما قدم عليه امر ابن زياد عن طريق الشمر للاستمرار بتنفيذ مخطط الجريمة و الاسراع بذلك، و الا التخلي عن القيادة و اسنادها للشمر قال له: (لا و لا كرامة لك، و أنا أتولي ذلك..) [1] .

كان جديرا به و قد غضب أن لا يمضي بمهمته الي النهاية و أن يعصي ابن زياد، غير أنه لم يستطع أن ينفس عن غضبه الجبان الا بتلك الكلمات التي وجهها للشمر، و حسب، و لعله أراد بذلك أن يظهر نفسه كصاحب موقف أمام جيشه الساخر منه و لا شك، أو القاء تبعة الجريمة علي الشمر، كما حاول ابن زياد القاءها عليه فيما بعد و حاول يزيد القاءها علي ابن زياد.

كانوا كلهم يدركون بشاعة ما سيقدمون عليه، و أنه سيشكل ادانة دائمة لهم، غير أن مطامعهم الشخصية كانت أقوي من شعورهم بالخزي أو العار الذي سيلحقهم فيما بعد، فما بدا لهم محققا هو أنهم سيتمتعون بملك طويل عريض اذا ما أنجزوا جريمتهم، أما الحساب فأمر محتمل ربما كانوا يعتقدون أنهم لن يتعرضوا له فيما بعد.


پاورقي

[1] الطبري 314 / 3 و ابن الأثير 284 / 3 و الخوارزمي 1 ف 11 و البحار 391 - 390 4 و الارشاد - 213 و الايقاد - 57.