بازگشت

القسوة مصدرها و نتائجها


علي أننا نكرر ما سبق و أن قلناه هنا و هو: ان لمسة زياد القاسية الحاقدة برزت واضحة في سلوك ابنه عبيدالله الذي أضاف اليها لمسات شخصية أخري جديرة به، و قد أوضحنا بعض جوانب شخصيته و انحداره الذي كان يسبب له مهانة كبيرة و شعورا بالدناءة أراد أن يعوض عنه بعرض مظاهر قوته الزائفة التي لم يكن بحاجة لاظهارها كلها لو كان يتمتع بشخصية سوية.


كانت القسوة المفرطة و مظهر استعراض العضلات، يبدو كأنه يعبر عن شخصية ابن زياد أولا و عن خوف الدولة من خطر صحوة الأمة علي يد الامام الحسين عليه السلام.

و كانت الأساليب التي لجأ اليهاابن زياد تبدو محاولة لارضاء يزيد الي أقصي حد ممكن و اظهار صورة محسنة للولاء الذي يكنه أو الذي كان يدعيه له.

و كانت المظاهر الاحتفالية للجيش الضخم و بعض الممارسات البشعة التي رافقت الجريمة تؤكد حرص ابن زياد علي تأكيد ولائه الشخصي ليزيد و تهديده المستمر للأمة، بأن أي فرد منها أو جماعة مهما كان مركزها و موقعها لن تنال أقل مما ناله الامام اذا ما فكرت يوما لتجدي الدولة و الخروج علي سلطانها.

هل كان ابن زياد يعلم أن أجل سيده قصير الي هذا الحد فلا يندفع معه الي ذلك المشوار الطويل الذي اندفع مع؟ و هل كان يعلم أنه سيكون ضحية من ضحايا العدالة عندما مثل دور الجلاد القاسي في معركة الطف خصوصا؟ و هل كان يعلم أن رأسه سيقطع كما قطع رؤوس الآخرين؟