قتل مسلم
و أمر ابن زياد باصعاد مسلم فوق سطح القصر ليضرب عنقه هناك ثم ليتبع جسده رأسه، أمر بذلك الأحمري بكير بن حمران الذي ضرب مسلم رأسه و عاتقه بالسيف (فصعد به و هو يكبر و يستغفر و يصلي علي ملائكة الله و رسله و هو يقول: اللهم احكم بيننا و بين قوم غرونا و كذبونا و أذلونا). [1] .
و حاول الأحمري بن حمران الشماتة منه قائلا: (الحمدلله الذي أقادني منك) [2] و ضربه ضربة لم تغن شيئا قال الأحمري: قال لي مسلم: (أما تري في خدش تخدشنيه وفاء من دمك أيها العبد؟ ثم ضربته الثانية فقتلته). [3] .
و لم يملك ابن زياد عندما سمع كلام ابن حمران الا أن يعقب بقوله: (أو فخرا عند الموت؟). [4] .
لم يكن يفخر، غير أنه لم ير قيمة للعبد الذليل الذي كاد أن يقتل علي يديه، و لم يكتف بالسلامة، فجاء ثانية منساقا وراء أوامر سيده الذي طلب منه ارتكاب جريمته البشعة ليضيف الي عار الخيانة عار الجبن و الجريمة (ثم أمر ابن زياد بجثته فصلبت، و حمل رأسه الي دمشق، و هذا أول قتيل صلبت جثته من بني هاشم، و أول من حمل من رؤوسهم الي دمشق). [5] .
پاورقي
[1] نفس المصدر السابق.
[2] نفس المصدر السابق.
[3] نفس المصدر السابق.
[4] نفس المصدر السابق.
[5] مروج الذهب 74 / 3.