بازگشت

حصار الدار


و ذهب ابن الأشعث مع مقاتلة قيس للقاء مسلم (حتي أتوا الدار التي فيها ابن عقيل، فلما سمع وقع حوافر الخيل و أصوات الرجال عرف أنه قد أتي [1] ، فخرج اليم بسيفه، و اقتحموا عليه الدار، فشد عليهم يضربهم بسيفه حتي أخرجهم من الدار ثم عادوا اليه، فشد عليهم كذلك، فاختلف هو و بكير بن حمران الأحمري ضربتين،


فضرب بكير فم مسلم فقطع شفه العليا، و أشرع السيف في السفلي، و نصلت له ثنيتاه، فضربه مسلم ضربة في رأسه منكرة، و ثني بأخري علي حبل العاتق كادت تطلع علي جوفه. فلما رأوا ذلك أشرفوا عليه من فوق ظهر البيت، فأخذوا يرمونه بالحجارة، و يلهبون النار في أطنان القصب، ثم يقلبونها عليه من فوق البيت، فلما رأي ذلك خرج عليهم مصلتا بسيفه في السكة فقاتلهم، فأقبل عليه محمد بن الأشعث، فقال: يا فتي، لا تقتل نفسك، فأقبل يقاتلهم و هو يقول:



أقسمت لا أقتل الا حرا

وان رأيت الموت شيئا نكرا



كل امري ء يوما ملاق شرا

و يخلط البارد سخنا مرا



رد شعاع الشمس فاستقرا

أخاف أن أكذب أو أغرا



فقال له محمد بن الأشعث: انك لا تكذب و لا تخدع و لا تغر، ان القوم بنو عمك، و ليسوا بقاتليك و لا ضاربيك، و قد أثخن بالحجارة، و عجز عن القتال و انبهر، فأسند ظهره الي جنب تلك الدار؛ فدنا منه محمد بن الأشعث، فقال: آمن أنا؟ قال: نعم؛ و قال القوم: أنت آمن؛ غير عمرو بن عبيدالله بن العباس السلمي، فانه قال: لا ناقة لي في هذا و لا جمل، و تنحي.

و قال ابن عقيل: أما لو لم تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم، و أتي ببغلة فحمل عليها، و اجتمعوا حوله و انتزعوا سيفه من عنقه، فكأنه عند ذلك آيس من نفسه). [2] .



پاورقي

[1] و قال لطوعة (رحمک الله و جزاک خيرا) الخوارزمي 1 - ف 10 (... اعلمي انما أتيت من قبل ابنک...) الفتوح 93 - 92 - 5 و قد ورد فيه أيضا أن ابن‏زياد ندب لقتاله ثلاثمائة من رجال الکوفة.

[2] الطبري 289 / 3 و راجع المصادر السابقة، مع بعض الاختلافات في النصوص، و قد قيل أنه شد عليهم و کان يردد:



هو الموت فاصنع ويک ما انت صانع

فأنت بکأس الموت لا شک جارع



و صبرا لأمر الله جل جلاله

فحکم قضاء الله في الخلق ذائع



فجعل يحصد فيهم. و قد ازدحموا علي - حتي ضجت الجموع من کثرة من قتل منهم، فقد قيل أنه قتل واحدا و أربعين غير المجروحين، مقتل الحسين، السيد محمد تقي آل بحر العلوم عن مناقب بن شهر اشوب ج 4 ص 93، المطبعة العلمية بقم، (و کان من قوته أن يأخذ الرجل بيده، و يرمي به من فوق البيت) نفس المهموم للقمي 57، و الدر النضيد للامين، ص 164، و روي في مقتل الخوارزمي 1 - ف 10 و مناقب ابن شهر اشوب 93 - 4 أن مسلم قال لهم: (ويلکم ما لکم ترموني بالحجارة کما ترمي الکفار، و أنا من أهل بيت النبي المختار، ويلکم أما ترعون حق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و لا حق قرباه...) و قد ورد أن الرجز الذي تمثل به مسلم هو لحمران بن مالک الخثعمي عندما أمر أن يستأسر فامتنع جاء ذلک في (رسالة المغتابين) تحقيق عبد السلام محمد هارون ص 243.

و ورد أن ابن الأشعث طلب امداده بالخيل و الرجال، فأمده بذلک و عاتبه علي أنه عجز عن رجل واحد، و قد أجاب ابن الأشعث بأنه لم يبعث الي بقال من بقالي الکوفة أو جرمقاني من جرامقة الحيرة، و انه بعث الي اسد ضرغام و سيف حسام الخ فأرسل اليه ابن‏زياد: (اعطه الأمان فانک لا تقدر عليه الا به) مقتل الخوارزمي ج 1 ف 10 و البحار م 10 ج 354 - 44، و منتخب الطريحي ص 289 و الفتوح لابن اعثم 93 - 5، و راجع ابن‏کثير 158 / 8 و مروج الذهب 72 / 3.