بازگشت

الوشاية...


كان ابن زياد ينتظر نتيجة سعي أعوانه الذين أطلقهم للبحث عن مسلم بعد أن أحكم مراقبة سكك الكوفة و منافذها، و جلس يدبر المزيد من الخطط و يرصد و يراقب و يتسمع، و قد استقبل محمد بن الأشعث عندما أصبح و جلس مجلسه استقبالا وديا لمواقفه من الثورة، و أقعده الي جنبه و قال: (مرحبا بمن لا يستغش و لا يتهم، و أصبح


ابن تلك العجوز و هو بلال ابن أسيد الذي آوت أمه ابن عقيل، فغدا الي عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث فأخبره بمكان ابن عقيل عند أمه.

فأقبل عبدالرحمن حتي أتي أباه و هو عند ابن زياد، فساره، فقال له ابن زياد: ما قال لك؟

قال: أخبرني أن ابن عقيل في دار من دورنا، فنخس بالقضيب في جنبه ثم قال: قم فأتني به الساعة.

و بعث معه عمرو بن عبيدالله بن عباس السلمي في ستين أو سبعين من قيس). [1] .

و لعلنا نري هنا مفارقة طريفة في معاملة ابن زياد لابن الأشعث؛ فبينما هو يستقبله استقبالا حافلا و يجلسه الي جنبه، و في هذا ما فيه من تكريم لهذا الشريف المتخاذل، اذا به ينخسه بالقضيب في جنبه و يأمره بالقبض علي مسلم حالما سمع أنه في دار من دوره، و هو أمر لا يليق فعله بالأشراف و كبار القوم، فقد كان باستطاعته أن يأمره بذلك دون نخسه بالقضيب، غير أنه لم يتحرج منه و قد عرف من هو و الي أي حضيض قد هوت به الذلة، كما أن ابن الأشعث لم يتحرج أو ينزعج، و انما أسرع لتلبية أمر سيده علي الفور دون مناقشة، كما فعل في السابق، و كما سيفعل بعد ذلك ايضا.


پاورقي

[1] الطبري 289 / 3، و تراجع المصادر السابقة مع اختلاف في بعض النصوص (و انما کره أن يبعث معه قومه لأنه علم أن کل قومه يکرهون أن يصادم فيهم مثل ابن‏عقيل).