بازگشت

مسلم علي باب زوجة الحضرمي


استنفر أعوان الدولة اذا للبحث عن مسلم و رصدت جائزة كبيرة لمن يدل عليه، و قد رأينا أن مسلم ترك وحيدا علي أبواب كنده (فمشي حتي انتهي الي باب امرأة يقال لها طوعة، أم ولد، كانت للأشعث بن قيس، فأعتقها، فتزوجها الحضرمي، فولدت


له بلالا، و كان بلال قد خرج مع الناس و أمه قائمة تنتظره، فسلم عليها ابن عقيل، فردت عليه، فقال لها: يا أمة الله، اسقيني ماء، فدخلت فسقته. فجلس و أدخلت الاناء، ثم خرجت فقال: يا عبدالله ألم تشرب؟! قال: بلي، قالت: فاذهب الي أهلك. فسكت. ثم عادت فقالت مثل ذلك، فسكت، ثم قالت له: اتق في الله، سبحان الله يا عبدالله، فمر الي أهلك عافاك الله، فانه لا يصلح لك الجلوس علي بابي و لا أحل لك، فقام فقال: يا أمة الله مالي في هذا المصر منزل و لا عشيرة، فهل لك الي أجر و معروف؟ و لعلي مكافئك به بعد اليوم.

فقالت: يا عبدالله، و ما ذاك؟

قال: أنا مسلم بن عقيل، كذبني هؤلاء القوم و غروني.

قالت: أنت مسلم؟

قال: نعم.

قالت: أدخل.

فأدخلته بيتا في دارها غير البيت الذي تكون فيه، و فرشت له، و عرضت عليه العشاء فلم يتعش.

و لم يكن بأسرع من أن جاء ابنها فرآها تكثر الدخول في البيت و الخروج منه، فقال: و الله انه ليريبني كثرة دخولك هذا البيت منذ الليلة و خروجك منه، ان لك لشأنا، فقالت: يا بني اله عن هذا.

قال لها: و الله لتخبرني.

قالت: أقبل علي شأنك و لا تسألني عن شي ء. فألح عليها. فقالت: يا بني، لا تحدثن أحدا من الناس بما أخبرك به. أخذت عليه الأيمان، فحلف لها، فأخبرته، فاضطجع و سكت.

و زعموا أنه قد كان شريدا من الناس، و قال بعضهم: كان يشرب مع أصحاب له). [1] .



پاورقي

[1] الطبري 288 / 3 و أنساب الأشراف 81 - 2 و مقاتل الطالبيين 74 و ابن‏الاثير 272 / 3، و روضة الواعظين 175 ط النجف، و مقتل الحسين لخوارزمي 208 - 1، بحارالأنوار م 10 ج 351 - 44، و الارشاد للمفيد 145، و الفتوح لابن‏الأعثم 87 - 4، و نهاية الارب للنويري 399 - 20، و ابن‏کثير 158 - 157 / 8.