بازگشت

خوف الشرطة ليخوفوا الناس


و كان تهديد ابن زياد لشرطه و أعوانه أبلغ تأثيرا فيهم من سائر الناس، اذ أن هؤلاء و هم شريحة لا تزال غريبة مقتطعة من جسم المجتمع يستأثر بولائها السلطان وحده، و هي شريحة مرتزقة تدين بوجودها لهذا السلطان، تستجيب بشكل أعمي للأوامر و تري في الطاعة أمرا واجبا لا يحتمل النقاش، و غالبا ما تكون من أشد الناس خوفا من ولي نعمتها.

و لا ندري من أباح لابن زياد العبث بالناس و تفتيش دورهم، اللهم الا رغبته الشخصية و استهانته المطلقة بمن عاشوا في ظل حكمه و سلطانه.

و أساليب من تخلوا عن المبادي ء هي الأساليب التي غالبا ما كانت تنجح مع من تخلوا عن المبادي ء أيضا و في أجواء أفرغت من محتواها العقيدي و المبدئي، فحينما زال سلطان الله و الخوف منه من نفوس الناس حل بدله الخوف من سلطان عدوه و قوته.