بازگشت

من دار المختار الي دار هاني ء


لجأ مسلم الي دار هاني ء بن عروة المرادي الصحابي الجليل الذي شارك مع أميرالمؤمنين عليه السلام في معاركه و الذي أثارت مواقفه معاوية فكان يود الانتقام و النيل منه لولا قوة شكيمته و موقعه في قومه فقد كان (اذا ركب يركب معه اربعة آلاف دارع و ثمانية آلاف راجل، فاذا أجابتها أحلافها من كندة و غيرها كان في ثلاثين الف دارع). [1] .

و قد دلت مواقف هاني ء اللاحقة أنه كان يتبني نفس موقف مسلم و أنه كان من أشد أنصاره، و قد ذهب في تأييده و كسب الناس له الي حد الاستشهاد.

و قد أصبحت دار هاني ء مقرا لمسلم (و أخذت الشيعة تختلف اليه في دار هاني ء بن عروة) [2] و قد بايعة فيها ثمانية عشر الفا.

فمسلم كما يبدو هنا ليس لاجئا أو مستجيرا بهاني ء، لجأ اليه نتيجة خوفه من ابن زياد، و الا كيف يقوم من كان خائفا باستقطاب هذه الأعداد الغفيرة من الناس و أخذ بيعتها للامام، اللهم الا اذا كان مطمئنا الي قوة موقفه و مركزه و الي قناعة مضيفه بعمله بل و مشاركته اياه.

أما ما ذكر حول خروج مسلم من دار المختار بعد سماعه تهديدات عبيدالله بن


زياد و ما أخذ به العرفاء و الناس (حتي انتهي الي دار هاني ء بن عروة المرادي فدخل بابه، و أرسل اليه أن اخرج، فخرج اليه هاني ء، فكره هاني ء مكانه حين رآه، فقال له مسلم: أتيتك لتجيرني و تضيفني؛ فقال: رحمك الله، لقد كلفتني شططا، و لولا دخولك داري وثقتك لأحببت و لسألتك أن تخرج عني، غير أنه يأخذني من ذلك ذمام، و ليس مردود مثلي علي مثلك عن جهل؛ ادخل. فآواه. و أخذت الشيعة تختلف اليه في دار هاني ء بن عروة). [3] .

(. و يبايعون الحسين سرا، و مسلم بن عقيل يكتب اسماءهم و يأخذ عليهم العهود، انهم لا ينكثون و لايغدرون، حتي بايعه ما ينيف علي عشرين الفا). [4] .

ان ما ذكر عن كره هاني ء لنزول مسلم في داره، و أنه استجاب لذلك مرغما فأمر لا يكاد أن يصدق علي ضوء مواقف هاني ء السابقة و اللاحقة و ما قام به في سبيل نصرته، و الا فهل يستطيع ضيف غير مرغوب فيه و ثقيل علي مضيفه أن يستقبل هذه الأعداد الغفيرة التي بايعته للحسين عليه السلام؟


پاورقي

[1] مروج الذهب 89 / 2.

[2] الطبري 283 / 3، و ابن‏الأثير 389 / 3.

[3] الطبري 283 / 3 و ابن‏الأثير 389 / 3، و نهاية الارب 391 - 20.

[4] مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ف 10.