بازگشت

رسائل المخبرين... الحضرمي و عمر بن سعد


و قد استفز موقف النعمان المميع و المتساهل أعوان الدولة الأموية و أنصارها و حثوا النعمان علي اتخاذ موقف هجومي من مسلم و اللجوء الي الأساليب التي تلجأ ايها الدولة عادة في أمثال هذه المواقف (فقام اليه عبدالله بن مسلم بن سعيد الحضرمي حليف بني أمية فقال: انه لا يصلح ما تري الا الغشم، ان هذا الذي أنت عليه فيما بينك و بين عدوك رأي المستضعفين). [1] .

و لم يكتف الحضرمي بتقديم النصح للنعمان و انما أرسل رسالة يستفز فيها يزيد و يدعوه لاستبداله بعامل آخر (أما بعد فان مسلم بن عقيل قد قدم الكوفة فبايعته الشيعة للحسين بن علي، فان كان لك بالكوفة حاجة فابعث اليها رجلا قويا ينفذ أمرك، و يعمل مثل عملك في عدوك، فان النعمان بن بشير رجل ضعيف، أو هو يتضعف)، فكان أول من كتب اليه.

ثم كتب اليه عمارة بن عقبة بنحو من كتابه. ثم كتب اليه عمر بن سعد بن ابي وقاص بمثل ذلك. [2] .

و لعل رسالة الحضرمي هي التي دفعت الآخرين للاتصال بيزيد بعد ذلك حتي لا يتهموا بسكوتهم و غض النظر عما كان يدبر للدولة، و لعلهم أرادوا تسجيل مواقف تضاف الي ارصدتهم لديها، و قد لعب بعض هؤلاء - مثل مر بن سعد - دورا واضحا في تنفيذ مخططاتها للقضاء علي ثورة الحسين عليه السلام و قتله و أصحابه في مجزرة دموية مروعة في الطف، ليتمكنوا من الحصول علي بعض المغانم الشخصية و حسب، و لم يدفعهم لذلك موقف عقائدي أو حرص علي وحدة المسلمين أو ما شابه ذلك من التبريرات المعلنة بعد ذلك، و قد أدركوا خطأهم فيما بعد فراحوا يتبادلون الاتهامات بشأن القائمين الحقيقيين بالمجزرة و حاول كل منهم التنصل منها.



پاورقي

[1] الطبري 279 / 3، و ابن‏الاثير 267 / 3.

[2] نفس المصدرين السابقين.