ابن عباس و فهمه لابن الزبير (يا لك من قبرة بمعمر)
كان ابن عباس يدرك طبيعة العقلية الملتوية التي حملها ابن الزبير، و قد رأي انه ايضا يمكن ان يصبح خليفة مادام يزيد نفسه قد تسنم هذا المنصب، و لا شك انه كان يري في نفسه مزايا عديدة تفوق تلك التي كان يراها في يزيد، هذا اذا ما كانت لدي هذا الاخير مزايا علي الاطلاق، و قد خاطب ابن عباس الامام عليه السلام قائلا:
(لقد اقررت عين ابن الزبير بتخليتك اياه و الحجاز و الخروج منها، و هو اليوم لا ينظر اليه احد معك، ثم خرج فمر بعبدالله بن الزبير، فقال: قرت عينك يابن الزبير: ثم قال:
يا لك من قبرة بمعمر
خلا لك الجو فبيضي و اصفري
و نقري ما شئت أن تنقري
هذا حسين يخرج الي العراق و عليك بالحجاز). [1] .
كان ابن الزبير سيستفيد فائدة مزدوجة من خروج الحسين عليه السلام الي العراق، فاحتمال قتله هناك و ازالته عن طريقه احتمال احتمال وارد، و من شان ذلك، ان يضعف من موقف يزيد، و قد يكون سببا للاطاحة به فيما بعد، و هذا يتيح له البروز و ادعاء الامر لنفسه فيما بعد، و هو ما فعله بعد ذلك و قد قوي لديه الامل بان يكون خليفة خصوصا و انه كان يتظاهر بالصلاح و التقوي و الحرص علي الاسلام، فينخدع به الكثيرون ممن نقموا علي يزيد افعاله المشينة و خروجه السافر عن ابسط تعاليم الاسلام و بنوده و احكامه، ان المسألة لا ينبغي ان تعرض هنا كخلاف او منافسة بين الحسين عليه السلام و بين ابن الزبير، أو بينه و بين يزيد كما يحاول البعض ربما لغرض مقصود.
پاورقي
[1] الطبري 296 / 295 / 3، و ابنالاثير 401 / 3، و مروج الذهب 69 / 3 و ابنکثير 166 / 8.