بازگشت

صلح الحسن كشف القناع عن انحراف معاوية


لقد ادرك الامام الحسين عليه السلام كما ادرك الامام الحسن عليه السلام من قبل ان معاوية الذي استمال فئات عديدة الي جانبه و لعب بعواطفهم و مشاعرهم و افكارهم كأهل الشام و جماعات اخري اغراها بالاموال و المناصب، و لعب ارهابه و قسوته دورا مهما باسكات كل من لمس منه استعدادا للمعارضة، كل ذلك مع وجود أميرالمؤمنين عليه السلام علي الساحة و قيامه بمهمة قيادة الامة بشكل فعلي، جدير بان يكشف عن كل اوراقه و يتخلي حتي عن الشعارات التي رفعها زيفا و كذبا، و يعلن عداءه الصريح للاسلام بحجة الرأي الذي لا تدعمه حجة بينة، بل انه جدير بان يوجد تلك الحجة أو البينة من حديث مزور أو آية قرآنية مؤولة تأويلا خاطئا، كما فعل ذلك في مواطن كثيرة، و سيكون من شأن تماديه في ذلك ان يقضي علي البقية الباقية من قيم الاسلام و تعاليمه الصحيحة التي شوه و زور العديد منها، فكأنه طلع علينا بدين مغاير للاسلام، عماده احاديث موضوعة لم يقصد منها الا التمهيد لحكم ورثته، و حكم كل من سيكون علي شاكلتهم.

كان من شأن التصدي المعلن لمعاوية، و الطعن (بخلافته) و الخروج عليها ان يجعله يشن حرب تصفية شاملة ضد كل خصومه الحقيقيين و المفترضين، و لن يجد عند ذاك من يقف بوجهه أو يحاسبه، و سيقطع حتي الشعرة التي تبجح بأن احدا ما لن يستطيع قطعها في يوم من الايام.

و تكاد دلائل الاحداث وقائعها تدلنا علي ان الامام الحسين عليه السلام كان متفقا بالرأي و الاسلوب مع الامام الحسن عليه السلام، و لعل قرار الصلح كان قرارا مجمعا عليه منهما كليهما، و لو ان الحسين عليه السلام كان رافضا له لراحت ابواق الدعاية الاموية تعمق من هذا الرفض و تصور الخلاف و كأنه خلاف كبير بين الشخصيتين، و لراحت تطعن فيهما كليهما، مستغلة ذلك لو انه قد حصل فعلا.