بازگشت

نظرة معاوية للعد التنازلي لمستوي الحكام


لقد كانت الاطروحة الأموية التي أعلنها معاوية بخصوص العد التنازلي لمستوي الحكام المسلمين، و عدم امكانية المتأخرين الوصول الي مستوي الأوائل


منهم، هي التي جعلت يزيد يجرأ في أول خطبة له، علي اعلان منهجه في مسألة الخلافة كلها، و التصريح أمام الأمة دون خوف أو حياء قائلا:

(... و قد وليت بعده [يقصد معاوية] و لست أعتذر عن جهل و لست أشتغل بطلب العلم) [1] فكأن خلافته و خلافة أبيه من قبل - اذا نظرنا الي استطراده و قوله في الهامش - أمرا أراده الله و يسره، و كأن الله (جل و علا) قد كره خلافة غيرهم، فغير الأمر لصالحهم، فمادام هو الآن امامهم (خليفة شرعيا) قد ورث الخلافة عن أبيه، و قد مهدت له الأمور، و وطئت له الرقاب و الرؤوس، يتمتع بمال الله، و يتصرف بمقدرات عباده تصرفا مطلقا (بمشيئة الهية خاصة به)، فما عليهم الا أن يقبلوا ذلك كأمر الهي مقدر و مدبر، و ليس عليهم أن يحتجوا أو يناصروا غيرهم، و الا كانو محتجين علي الله سبحانه و خارجين عن طاعته.


پاورقي

[1] مروج الذهب 80 / 3.