ان الرجوع الي خط الائمة آل البيت عليهم السلام، كما بدا لنا واضحا من مجمل الاحاديث الضخمة التي وردت بشأنهم، هو الضمانة الوحيدة لتجنب الانحراف و الانزلاق بعيدا عن الاسلام، فعندما نستعرض مسيرتنا علي ما يطرحونه و يأخذون به و يقرونه، فاننا بذلك، و بذلك وحده، نضمن سلامة و صحة هذه المسيرة، لا في وقت


معين مخن الزمن، بل خلال حياتهم كلها، تلك الحياة التي مثلت خطا واحدا و وجها واحدا لا يبتعد أو يتناقض و لو بشكل طفيف عن خط الرسول القائد صلي الله عليه و آله و سلم. روي عن عمر ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال:

(في كل خلوف من امتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين و انتحال المبطلين، و تأويل الجاهلين، الا و ان أئمتكم وفدكم الي الله فانظروا بمن توفدون). [1] .

و قد رأينا من هم الائمة الذين اعدهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ابتداء من اخيه و وصيه أميرالمؤمنين عليه السلام للقيام بهذه المهمة الدقيقة التي لا يقدر عليها الا ذلك النمط الذي فهم الاسلام و اخذه عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم دون ان يشاب أو يكدر أو يختلط بأي فهم أو تصور جاهلي قديم...