بازگشت

الحسن و الحسين من خلال النصوص المقدسة


عندما يقول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بخصوص ولديه الحسن و الحسين عليه السلام:

(هذان ابناي و ابنا ابنتي، اللهم اني احبهما، فأحبهما و أحبب من يحبهما) [1] .

(من احب الحسن و الحسين فقد احبني و من ابغضهما فقد ابغضني). [2] .

(الحسن و الحسين هما ريحانتاي من الدنيا) [3] .

(عن انس بن مالك قال سئل النبي صلي الله عليه و آله و سلم أي ابنيك احب اليك؟ فقال: الحسن و الحسين).

و كان يقول لفاطمة عليهاالسلام: ادعي لي ابني، فيشمهما و يضمهما اليه) [4] .


(اللهم اني احبه فأحبه «يعني الحسين») [5] .

و احاديث كثيرة اخري تشبه هذه الاحاديث..

فقد تفسر اقواله صلي الله عليه و آله و سلم علي انها من باب الشفقة و الحب الابوي لا بنيه الكريمين المعظمين. و قد شهدنا من مظاهر هذه الشفقة و هذا الحب الشي ء الكثير و رويت لنا العديد من القصص الرائعة التي أرتنا كيف ان ذاته الشريفة كانت تفيض عليهما حبا و شفقة و عطفا، و قد حفلت كتب السيرة و التاريخ بهذه القصص التي كانت تدل علي الرابط الحميمة بين الاب صلي الله عليه و آله و سلم و ولديه، و هي جديرة بالاهتمام و المراجعة لادراك المنزلة الرفيعة التي كانا يحتلانها في نفسه صلي الله عليه و آله و سلم [6] .


و لكن عندما يصرح صلي الله عليه و آله و سلم بجلي العبارة:

(الحسن و الحسين سيفا العرش و ليسا بمعلقين) [7] .

(الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة). [8] .

(اما حسن فله هيبتي و سؤددي و اما حسين فله جرأت وجودي). [9] .


(حسين مني و انا من حسين، احب الله من أحب حسينا. حسين سبط من الاسباط) [10] .

(الحسن و الحسين ابناي و من احبهما احبني و من احبني احبه الله و من احبه الله ادخله الجنة و من ابغضهما ابغضني و من ابغضني ابغضه الله، و من ابغضه الله ادخله النار) [11] .

(الحسن و الحسين من احبهما احببته و من احببته احبه الله و من احبه الله ادخله جنات النعيم. رمن ابغضهما أو بغي عليهما ابغضته و من ابغضته ابغضه الله و من ابغضه الله ادخله نار جهنم و له عذاب مقيم). [12] .

فان هذه الاقوال منه صلي الله عليه و آله و سلم و أقوالا كثيرة اخري بخصوصهما و والديهما أميرالمؤمنين و الزهراء عليه السلام لا يمكن ان تفسر بانها من باب الشفقة و الحب الابويين الخالصين، ففي هذه الاقوال اشارات كبيرة و عظيمة المدلول و صريحة، و رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، لا ينطق عن الهوي، و لا يرمي الاقوال جزافا، بل انه و قد اعطي البيان و جوامع الكلم و تحمل مسؤولية قيادة البشرية كلها ليعني كل كلمة يقولها.. و لو كان يقصد مجرد التعبير عن الحب الابوي الخالص، لاكتفي بالأقوال التي وردت علي نمط الاحاديث التي ذكرناها في مقدمة هذا الفصل.

لقد كانت احاديث الرسول صلي الله عليه و آله و سلم تريدا لاقوال القرآن الكريم بحق آل البيت عليه السلام و ترجمة واضحة لها.


فآية المباهلة، و هي قوله تعالي في سورة آل عمران:

(فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله علي الكذبين) و أشار فيها سبحانه و تعالي الي علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام، حيث لم يدع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم احدا معهم، رغم وجود امهات المؤمنين في بيته، و جماعة عشيرته الاقربين، و يدل اختيار الرسول صلي الله عليه و آله و سلم لهم خاصة ان الامر كان بامر الهي و الا لكان اختار غيرهم للمباهلة و قد وردت شهادة الهية واضحة بحقهم في آية التطهير في سورة الاحزاب:

(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا).

(و قد اورد الامام جلال الدين السيوطي في تفسير هذه الاية من كتابه «الدر المنثور» عشرين رواية من طرق مختلفة في ان المراد من أهل البيت هنا انما هم الخمسة لا غير، و ذكر ابن جرير في تفسيره خمس عشرة رواية باسانيد مختلفة في قصد الاية عليهم بالخصوص - و كانوا تحت كساء يماني ضمهم الرسول صلي الله عليه و آله و سلم اليه و لم يجز لام سلمة (بروايتها) بالانضمام اليهم -، قالت أم سلمة:

(في بيتي نزلت هده الآية، و في البيت علي و فاطمة و الحسن و الحسين، فجللهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بكساء كان عليه ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

و كان صلي الله عليه و آله و سلم بعد نزول الآية كلما خرج الي الفجر يمر ببيت فاطمة عليهاالسلام فيقول:

الصلاة يا أهل البيت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا.

و في رواية ذكرها ابن حجر في صواعقه:

انا حرب لمن حاربكم و سلم لمن سالمهم و عدو لمن عاداهم. و قد دلت الآية علي عصمتهم.

كما دلت علي امامة أميرالمؤمنين عليه السلام، لانه ادعي الخلافة لنفسه و ادعاها له الحسنان و فاطمة و لا يكونون كاذبين لأن الكذب من الرجس، اما آية المودة، و هي قوله تعالي في حم الشوري: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربي و من يقترف حسنة


نزد له فيها حسنا) فقد اجمع المحدثون انها نزلت فيهم عليه السلام في المدينة، بل هي ثابتة فيهم..

و نزلت آيات الابرار في سورة الدهر:

(ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا يوفون بالنذر...) و في علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و قد اجمعت الصحاح علي ذلك. و وردت اسباب نزول الايات بعد ان اثروا عليهم السلام مسكينا و يتيما و اسيرا لمدة ثلاثة ايام بقوتهم و ظلوا جياعا (فلما اصبحوا خط علي عليه السلام بيد الحسن و الحسين و اقبلوا الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فلما ابصرهم و هم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال: ما اشد ما يسؤوني ما اري بكم، و قام فانطلق معهم فرأي فاطمة في محرابها قد التصق بطناها بظهرها و غارت عيناها، فساءه ذلك، فنرل جبرائيل عليه السلام و قال: خذها يا محمد هناك الله في أهل بيتك. فاقرأه السورة) [13] .


پاورقي

[1] سنن الترمذي، محمد بن عيسي بن سورة بن موسي السلمي الترمذي، تحقيق عزت عبيد عباس / مکتبة دار الدعوة حمص / سوريه 3769 و موارد الظمآن الي ذوائد بن حبان، نور الدين علي بن ابي‏بکر الهيثمي، حققه محمد بن عبدالرزاق حمزة، دار الکتب العلمية، بيروت 2234. و کنز العمال في سنن الاقوال و الافعال 18 / 1 العلامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي، ضبطه و شرح غريبه الشيخ بکري حباني و صححه و وضع فهارسه و مفتاحه الشيخ صفوت الشعار، مکتبة التراث الاسلامي، حلب 24255. و تاريخ دمق الکبير 7 / 1 ابن‏عساکر دار المسيرة، بيروت ط 13992 ه، 1979 م 310 / 4. و جامع الاصول في احاديث الرسول تحقيق الشيخ عبدالقادر الارناؤوط، مکتبة الحلواني، مطبعة الملاح، دمشق 6556 / 9.

[2] سنن ابن‏ماجه 1 / 3 للحافظ ابي‏عبدالله بن يزيد القزويني، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي، دار احياء التراث العربي، بيروت / لبنان 143، و الهندي في کنز العمال 34268، و ابن‏عساکر في تهذيب تاريخ دمشق 207/ 205 / 4. و ابن‏کثير في البداية و النهاية 35 / 8.

[3] مجمع الزوائد و منبع الفوائد 10 / 1، الحافظ نور الدين علي بن ابي‏بکر الهيثمي، دار الکتاب العربي، بيروت / لبنان 184 / 9، و کنز العمال، الهندي، 34262، و البداية و النهاية 207 / 8، و تاريخ تهذيب دمشق 207 / 4.

[4] سنن الترمذي 3785 و جامع الاصول 6554 / 9.

[5] صحيح البخاري 6 / 1، البخاري الجعفي، ضبط و ترقيم و تخريج و شرح الدکتور مصطض اديب النجار، دار اليمامة، دمشق 205 / 7 / 33 / 5، و صحيح مسلم 5 / 1 مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي، دار احياء التراث العربي، بيروت 188، و سنن الترمذي 3783، و سنن ابن‏ماجه 142، و المسند للامام احمد بن حنبل المکتب الاسلامي و دار صادر، بيروت / لبنان 533 / 331 / 292، 249 / 2 و التاريخ الکبير 9 / 1 البخاري المکتبة الاسلامية ديار بکر / ترکيا 315 / 4 / 453 / 3 و تاريخ بغداد مدينة السلام، للحافظ ابي‏بکر احمد بن علي الخطيب البغداد، دار الکتاب العربي / بيروت 1239 / 1، و ابن‏عساکر في تهذيب تاريخ دمشق، 35 / 7، 913 / 205 / 4، و کنز العمال للهندي، 34311، و ابن‏کثير / البداية و النهاية 43 / 8 و غيرها.

[6] عن ابي‏هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم للحسين: افتح فاک، ثم قبله، ثم قال: اللهم اني احبه فأحبه)(أخرجه ابوعمر) (ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربي، العلامة الحافظ محب الدين احمد بن عبدالله الطبري عن نسخة دار الکتب المصرية، و نسخة الخزانة التيمورية، مطبعة القدسي و مطبعة السعادة / ص 122 (و عن انس بن مالک، قال: و کان صلي الله عليه و آله و سلم يقول لفاطمة ادعي لي ابني فيشمهما و يضمهما اليه) ص 123 خرجه الترمذي و الحافظ و الدمشقي في الموافقات، و عن عبدالله بن عمر قال: کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يصلي و الحسن و الحسين يتواثبان علي ظهره، فباعدهما الناس، فقال: صلي الله عليه و آله و سلم دعوهما بابي هما و امي من احبني فليحب هذين - خرجه ابوحتم / 123 (و کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يصلي بنا و کان الحسن يجي‏ء و هو صغير فکان کلما سجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ثب علي رقبته و ظهره فيرفع النبي صلي الله عليه و آله و سلم رأسه رفعا رفيقا حتي يضعه) ص 125. و روي ابوسعيد في شرف النبوة عن عبدالعزيز باسناده عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم جالسا فأقبل الحسن و الحسين فلما رآهما صلي الله عليه و آله و سلم قام لهما و استبطأ بلوغهما اليه فاستقبلهما و حملهما علي کتفيه و قال: نعم المطي مطيکما و نعم الراکبان انتماص 130.

و عن جابر قال: دخلت علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم و الحسن و الحسين علي ظهره و هو يقول: نعم الجمل جملکما و نعم العدلان او الحملان انتما. خرجه الغساني ص 132.

و عن عبدالله قال: کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يصلي، حتي اذا سجد وثب الحسن و الحسين علي احبني فليحب هذين» خرجه الحافظ الدمشقي في معجم النساء ص 13.

عن يزيد بن زياد قال: خرج النبي صلي الله عليه و آله و سلم من بيت عائشة، فمر علي بيت فاطمة، فسمع حسينا يبکي فقال: الم تعلمي ان بکاءه يؤذيني. خرجه ابن‏بنت منيع 143.

(و خرج علينا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و معه الحسن و الحسين، هذا علي عاتقه الواحد و هذا علي عاتقه الآخر و هو يلثم هذا مرة و هذا مرة حتي انتهي الينا، فقال رجل: يا رسول الله والله انک لتحبهما. فقال: من احبهما فقد احبني و من ابغضهما فقد ابغضني، ابن‏کثير، البداية و النهاية 207 / 8.

و قد اقتصرنا علي هذء الروايات، و لم نورد کافة المصادر التي وردت فيها، و هي مصادر موثوقة و عديدة تدلل وقائعها علي شغف رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بولديه و اعزازه لهما، کما تدلل علي تعلقهما الشديد به ايضا. و سنجد بعون الله ان تلک الرابطة، لم تکن من الروابط العادية المألوفة، و ان فيها استثناء اکد عليه الرسول صلي الله عليه و آله و سلم نفسه، و کان (تحيزه) الي صفهما و اشاراته و حديثه الواضح بشأنهما يدلل علي انه کان يعدهما للعب ادوار عظيمة في المستقبل کما حصل فعلا، و انقذا الامة من الدمار المحقق الذي کاد ان يشملها لولا ان تصديا عليه‏السلام لا فشال المخططات الاموية اللئيمة. و سنذکر بعون الله اقوال الرسول صلي الله عليه و آله و سلم الصريحة بشأنهما و شهادته لهما مسبقا بانهما سيدا شباب اهل الجنة، و لا شک ان ذلک لا ينال الا بمواقف استثنائية جليلة.

[7] سنن الترمذي 377. و کنز العمال، للهندي 34251.

[8] سنن الترمذي 3768، و جامع الاصول، 6556 / 9، و سنن ابن‏ماجه 118، و تاريخ بغداد 90 / 11، و مسند احمد 82 - 62 - 3 / 3، و مجمع الزوائد 184 - 183 - 178 / 9، و موارد الظمآن 2224، و کنز العمال للهندي 34682، 34346، 17795، و البداية و النهاية، ابن‏کثير 35 / 8،51 / 2، و تاريخ تهذيب دمشق لابن‏عساکر 231 / 9، 368 / 7، 317 - 255، 209 / 4.

[9] تهذيب تاريخ دمشق لابن‏عساکر 214 / 4، کنز العمال، الهندي 2425.

[10] سنن الترمذي 3777، جامع الاصول 6557 / 9، سنن ابن‏ماجه 144.

[11] کنز العمال، الهندي 34286.

[12] الهيثمي، مجمع الزوائد 181 / 9، الهندي، کنز العمال 34284.

[13] الکلمة الغراء، ط 5، ص 169 و ما بعدها.