بازگشت

الدولة الأموية أكبر نكسة حلت علي الاسلام و المسلمين


ان الانحراف الذي اتسع الي مدي بعيد في عهد معاوية كان واضحا جدا، رغم ان الامة الاسلامية قد استدرجت اليه، و قد لفت نظر العديد من ابنائها، و جعلهم يدركون ضرورة ايقافه أو القضاء عليه، لان مجموع ابناء الامة قد استسلم بشكل واضح و اصبح يعيش حالة اللامبالاة و عدم الشعور بالمسؤولية، بعد ان اقتيد الي هذا الوضع الذي لم يكن يحسب قبل فترة قصيرة من ذلك انه سيعيشه بعد العهد الاسلامي الاول، و بعدما ازدهرت الآمال و شهدت فعلا اختفاء العديد من التناقضات و الممارسات القديمة داخل هذا المجتمع الاسلامي الجديد، اما و قد وصلت حالة الانحدار الي الوضع الذي اتاح للفئة الحاكمة لكي تكرس لاوضاع جديدة اكثر سوءا و مليئة بالتناقضات في كل المجالات الاجتماعية و الاقتصادية، اوضاع اتسمت بطابع جديد مفتعل ملي ء بقيم مفتعلة غريبة هجينة لتحل محل القيم الاسلامية التي ينادي الجميع بشعاراتها لكن في الظاهر فقط و علي المستوي الاعلامي، فان الامة قد احبطت آمالها، و لم تعد تري مصلحة لها حتي في هذا الدين الذي سرق علنا في وضح النهار و امام انظارها و حولت مكتسبات الامة علي اساس من مقولات و احاديث مكذوبة نسبت الي قائد هذا الدين محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و رأت الوجوه التي اختفت في مطلع الرسالة و انزوت في حجورها و كهوفها قد عادت ثانية الي الظهور من خلال ابناء و احفاد اولئك الجاهليين القدماء فان هذه اكبر نكسة نفسية اصيبت بها الامة و جعلتها تشعر بخيبة امل حقيقية، بل موت حقيقي لكل طموح بمستقبل هذا الدين. و اوشكت ان تصل الي الهاوية من خلال مرور التجربة الاسلامية للمجتمع و الدولة بشكل واضح و ملموس، و تأثرها باللمسات الاموية البعيدة عن الاسلام.

(لتصبح مليئة بالتناقضات من كل جهة و من كل صوب، و تصبح عاجزة عن مجاراة و مواكبة الحد الادني من حاجات الامة و مصالحها حتي تعلن عن افلاسها نهائيا عن مواكبة الحد الادني من حاجات هذه الامة و عن الحلول بالحد الادني للقضايا التي تتبناها و للرسالة التي تعلن عنها، فحينما يتسلسل الانحراف في خط تصاعدي من هذا القبيل أو في خط تنازلي الي الهاوية من هذا القبيل، فمن المنطقي في فهم تسلسل


الاحداث ان هذه التجربة سوف تتعرض بعد مدي من الزمن للانهيار الكامل، يعني ان الدولة و المجتمع الاسلامي و الحضارة الاسلامية لقيادة المجتمع سوف تتعرض للانهيار الكامل، لان هده التجربة حين تصبع ملأي بالتناقضات و حين نصبح عاجزة عن مواجهة وظائفها الحقيقية، تصبح عاجزة عن حماية نفسها، لان التجربة تكون قد استنفدت امكانية البقاء و الاستمرار علي مسرح التاريخ، كما ان الامة ليست علي مستوي حمايتها، لان الامة لا تجني من هذه التجربة الخير الذي تفكر فيه، و لا تحقق عن طريق هذه التجربة الآمال التي تصبو اليها، فلا ترتبط بأي ارتباط حياتي حقيقي معها. فالمفروض ان تنهار هذه التجربة في مدي من الزمن، تنهار كنتيحة نهائية و خاتمة حتمية لبذرة الانحراف التي غرست فيها) [1] .


پاورقي

[1] اهل البيت ص 128.