بازگشت

الحكم الأموي خرج علي نظام الحكم في الاسلام


لقد وصل الحكم الأموي في نهاية عهد معاوية و بداية عهد يزيد الي مرحلة استطاع فيها العمل بمرونة و سهولة كبيرتين لتجريد و سلب المجتمع الاسلامي من الكثير من مقوماته و اسباب تماسكه و وجوده كمجتمع اسلامي تقوم اواصره علي الاسلام بكل ما فيه من شمولية و تكامل، فلم يكن هذا الحكم مجرد حكم منحرف عن الاسلام، و انما كان يمثل وضعا جديدا قائما ضد الاسلام، مع انه استعمل بعض شعاراته و ردد بعض كلماته، لانه كان بحاجة لتبرير وجوده و شرعيته بالاسلام، و من هنا، كان وجود هدا الحكم المناوي ء للاسلام، و الذي يدعي تمثيله و الحكم باسمه اكبر طعنة غادرة توجه لهذا الدين الذي اوضح مفهوم خلافة الانسان علي الارض بشكل واضح، و اراد للحياة ان تسير وفق هذا المفهوم، لتكون هذه الخلافة بلحق خلافة الله، و لا تكون مجرد هوي يخضع للنزعات البشرية و العبث الآدمي.

و نعيد هنا ما سبق ان اكدنا عليه، و هو اننا نتكلم عن دولة اسلامية، من المفروض ان تستمد كل قيمها و تصوراتها و اساليبها في التعامل و الحكم من الله وحده، مادامت قد بررت بذلك وجودها امام الامة، و ان أي خروج عنه، يعني الغاء المبرر لوجودها كدولة قائمة علي الاسلام، و يجب استبدالها بدولة اسلامية تحكم باسم الاسلام فعلا، و تطبق كل تعاليمه و احكامه.

ان علينا و نحن نناقش هذه الموضوعات ان نتذكر اننا نتكلم عن قضية الاسلامية بحتة، و بتصور الاسلام و حسب، و بمفاهيمه و لغته ينبغي ان نناقش الامور و نتناول الاحداث، لكي يتسني لنا علي اساسها الفرز بين انماط السلوك و المواقف المتطابقة و النابعة عن الاسلام، و بين تلك التي تتعارض و تتقاطع معه، لنصل بذلك الي تقويم واقعي و سليم لتلك المواقف وفق الرؤية الاسلامية و المنهج الاسلامي في التقويم و النظر و الاستدلال، لا وفق مناهج غريبة عن الاسلام لا تستمد قيمها و تصوراتها منه أو تتقارب معه، لأننا بذلك نقع في وهم كبير حينما نحاول تطبيق المقاييس و التصورات غير الاسلامية علي واقع اسلامي، أو واقع كان ينبغي أن يكون اسلاميا لأن مبرر وجوده و كيانه الوحيد هو الاسلام.