بازگشت

اخضاع الأمة للرغبة الأموية في استبعاد الاسلام عن الحياة


لقد أريد اخضاع الامة لكي تستجيب للانحراف و تنسجم معه و مع رغبة الحاكم المنحرف، و عندما تكون مبررات الانحراف مغلفة (بشرعية) مزيفة مصطنعة موضوعة من قبل الحاكم و اعوانه المأجورين المدعين صحبة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و رواية أحاديثه الصحيحة، و عندما تكون وسائله اضافة لهؤلاء الاعوان ثروة الامة كلها و قد وضعت بيده يتصرف بها كيف يشاء، و عندما يكون سيفه معلقا فوق رؤوسهم، و عندما يمتد زمن الانحراف و يستطيل، يبدو في النهاية و كأنه هو الحالة الطبيعية التي ينبغي ان


تسود، و كأن ما شهدته الامة في زمن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم كان استثناء لن يتاح تكراره أو تكرار حتي مشهد واحد منه، فان الامة في النهاية تخضع و تستجيب لرغبات الحاكم، خصوصا و انها لم تتخل نهائيا عما الفته في الجاهلية، و انها لم تكن بعيدة العهد عن تلك القيم الجاهلية الاولي.

و لا يعني ذلك ان الامة قد تخلت عن الاسلام نهائيا، و انه لم يعد بين افرادها من لم يعد يهتم بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر كما اراد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، غير ان الاصوات خفتت، و انكار المنكر بعد ان كان يتم بالسيف و القول الصريح، أصبح مجرد خواطر و امنيات قد تتوارد في الاذهان و القلوب، قد تقض بعض المضاجع و قد تثير دوافع الشعور بالذنب عند البعض، الا ان القول لم يرتفع عن مستوي الهمس، و لم يبلغ حد امتشاق الحسام بوجه الظالم.