بازگشت

قصة طريفة


و تروي قصة طريفة عن عبدالرحمن بن سيحان الشاعر، و قد اخذه العسس و هو ثمل فأمر به الوليد بن عتبة والي معاوية علي المدينة (فضرب ثمانين سوطا، فارتحل عبدالرحمن الي معاوية يشكو له فعل الوليد، لأن حلفه كان مع حرب، و كان الذي اسلمه للعسس مروان بن الحكم، فغضب معاوية و كتب الي الوليد (... فالعجب لضربك ابن سيحان فيما تشرب منه، ما زدت علي ان عرفت أهل المدينة ما كنت تشربه مما حرم عليك. فاذا جاءك كتابي فأبطل الحد عن ابن سيحان وطف به في حلق المسجد و اخبرهم ان صاحب شرطتك تعدي عليه و ظلمه، و ان أميرالمؤمنين قد ابطل ذلك عنه. اليس ابن سيحان الذي يقول:



و اني امرؤ انمي الي افضل الوري

عديدا اذا ارفضت عصا المتحلف



الي نفر من عبد شمس كأنهم

هضاب اجأ اركانها لم تقصف



ميامين يرضون الكفاية ان كفوا

و يكفون ما ولوا بغير تكلف



غطارفة ساسوا البلاد فاحسنوا

سياستها حتي اقرت لمردف



فمن يك منهم موسرا يفشي فضله

و من يك منهم معسرا يتعفف



سموا فعلوا فوق البرية كلها

ببنيان عال من منيف و مشرف) [1] .



فالتحالفات كانت موجودة اذا، و حلف ابن سيحان كان مع حرب، و معاوية علي الاغلب علم من أمر و اليه ما علمه الناس، و ربما تشبه بمعاوية نفسه، و كانت السهولة التي اراد بها معاوية ابطال الحد عن ابن سيحان تؤشر للميوعة و عدم الجدية في تطبيق امور الشريعة، و الوليد نفسه استمر واليا ليزيد، غير ان دأب معاوية كان


التستر اما يزيد فلم يكلف نفسه عناء ذلك في ظل السلطة المطلقة التي ورثها دون عناء أو معارضة تذكر.


پاورقي

[1] الأغاني 83 / 2.