بازگشت

المغالطة الأموية الكبري


وثمة مغالطة كبري لجأ اليها و اراد بها ان يقف في صف من سبقه من الخلفاء فاشار الي عدم استخلاف الرسول صلي الله عليه و آله و سلم عليا من بعده.

و هي مغالطة لجأ اليها من ارادوا تحويل الخلافة مند البداية عن مسارها الصحيح، و بذلك ضم نفسه الي صفوف من جاء قبله و هم يتمتعون برصيد كبير لدي فئات كبيرة من الامة، كما ان الاسلوب الدي لجأ اليه الخليفة الاول، و هو ترشيح الثاني بعده، و الاسلوب الدي لجأ اليه الثاني بترشيح ستة اشخاص يتشاورون لاختيار احدهم، و هما اسلوبان مختلفان متغايران و مغايران للصيغة التي ارادها رسول


الله صلي الله عليه و آله و سلم، اتاحا لمعاوية الاستفادة من هذه (السوابق) في الترشيح للخلافة، باعتبار ان ليس هناك صيغة محددة لذلك، و هو ما يتيح له هو أيضا أن يتصرف علي ذلك الأساس، مدعيا ان المصلحة التي دعت من سبقه علي عدم الالتزام بصيغة معينة و انهم انما تصرفوا وفق الظروف التي مروا بها، هي نفسها التي تدعوه الان الي ترشيح يزيد، لانه بذلك يحافظ علي مصلحة الأمة و يضمن و حدتها و امنها، و هي امور طالما ادعاها معاوية، و نجدها طي خطبه و كلامه و توجيهاته، و قد اتاح بذلك الفرصة لمن جاء بعده من كافة السلالات الحاكمة للتذرع بها و اعتمادها اساسا للحكم و السياسة.

لذلك فانه صرح ان ما فعله قبله انما كانوا يصنعونه نظرا للمسلمين علي حد تعبيرهم، و علي اساس منطلقهم و تصرفهم نفسه، فانه ايضا رأي ان يبايع ليزيد، لما وقع الناس فيه من الاختلاف، و نظرا لهم بعين الانصاف.

و هي حجة تبدو معقولة بنظر الكثير من المسلمين في ايام معاوية و اليوم ايضا، اذ لا يختلف معاوية بنظرهم عن أبي بكر و عمر، بل لعله بنظر الكثيرين يتفوق عليهما، فاذا ما مدح شخصا أو رشحه لخلافة المسلمين فمن غير المعقول انه لم يقم بالتحري عنه أو انه رشحه دون ان يري فيه مؤهلات جديرة بمنصب الخلافة، فشهادة معاوية و حدها تكفي ولا يهم كلام الامة كلها، أليس ذلك ما يطالعنا خلف كلمات ابن خلدون و ابن العربي و ابن حجر و امثالهم.

غير انها مجرد حجة بنظر الكثيرين الذين يعرفون حقيقة معاوية و يزيد، امثال الامام الحسين عليه السلام. فالحسين لم يكن ممن انبهروا بملمات معاوية و بيانه و أضاليله، أو ممن انطلت عليهم تلك الا لاعيب و المسرحيات التي اخرجها لاستخلاف يزيد و وضعه مقام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و كان تفويت مخطط معاوية من قبله يشكل مساهمة في هذا التعيين و مشاركة في المؤامرة الخطيرة ضد الاسلام، و لم يكن اقناعه بذلك بالامر اليسير الذي يتم بمجرد رغبة معاوية في ذلك، لذلك فان الفصل الاخير من هذه المسرحية اتسم بالكثير من الاثارة و كان حقا جديرا بمعاوية الفنان بمثل هذه الالاعيب التي امضي حياته في تصميمها و توزيع ادوارها.