بازگشت

الامام الحسين يتصدي ثانية لمعاوية


و في هذا المقام ايضا تصدي الامام الحسين عليه السلام مرة اخري لمعاوية و قال له:

(لقد تركت من هو خير منه ابا واما و نفسا. فقال معاوية: كأنك تريد نفسك؟

فقال الحسين: نعم، اصلحك الله. فقال معاوية: اذا اخبرك. اما قولك، خير منه اما، فلعمري، امك خير من امه، و لو لم تكن الا انها امرأة من قريش، لكان لنساء قريش فضلهن. فكيف و هي ابنة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ثم فاطمة في دينها و سابقتها. فامك لعمر الله خير من امه. و اما ابوك فقد حاكم اباه الي الله فقضي لابيه علي ابيك.

فقال الحسين: حسبك جهلك، آثرت العاجل علي الآجل.

فقال معاوية: و اما ما ذكرت من انك خير من يزيد نفسا، فيزيد و الله خير لامة محمد منك.

فقال الحسين: هذا هو الافك و الزور، يزيد شارب الخمر و مشتري اللهو خير مني؟


فقال معاوية: مهلا عن شتم ابن عمك، فانك لو ذكرت عنده بسوء لم يشتمك. ثم التفت معاوية الي الناس و قال: ايها الناس، قد علمتم ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قبض و لم يستخلف احدا، فرأي المسلمون ان يستخلف ابابكر، و كانت بيعته بيعة هدي، فعمل بكتاب الله و سنة نبيه، فلما حضرته الوفاة، رأي ان يستخلف عمر، فعمل عمر بكتاب الله و سنة نبيه، فلما حضرته الوفاة رأي ان يجعلها شوري بين ستة نفر، اختارهم من المسلمين، فصنع ابوبكر ما لم يصنعه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و صنع عمر ما لم يصنعه ابوبكر، كل ذلك يصنعونه نظرا للمسلمين، فلذلك رأيت ان ابايع ليزيد لما وقع الناس فيه من الاختلاف، و نظرا لهم بعين الانصاف). [1] .

ان رد معاوية علي الامام الحسين عليه السلام تضمن العديد من المغالطات و الاكاذيب، كما انه نهج نهجا معوجا عندما افحمه الامام عليه السلام و بين سيئات يزيد و اعماله المشينة، فهو لم يملك امام هذا الوصف ليزيد الا ان اتهم الامام عليه السلام بأنه انما كان يسب يزيد و انه (يزيد) ما كان يفعل ذلك لو ذكر عنده الامام عليه السلام بسوء، و ما عسي ان يقول يزيد في الحسين عليه السلام؟ و هل حقيقة ان يزيد لم يعمد كأبيه و كل الامويين و مواليهم و اتباعهم و حواشيهم بسب أميرالمؤمنين عليه السلام من علي المنابر، بمناسبة و دون مناسبة؟ أي خلق عال ذلك الذي امتاز به يزيد فجعله يتعفف عن السباب، و لا يفعل ذلك كأبيه؟ لم يفعل الامام الحسين عليه السلام شيئا سوي ان وصف يزيد، فهل كان ذلك شتيمة بنظر معاوية و اشياعه؟


پاورقي

[1] نفس المصدر السابق 188.