بازگشت

اجتماع عام و تهديد بأهل الشام


و قد هدد المجتمعين بأهل الشام الذين جلب منهم جيشا كبيرا مدججا بالسلاح الي المدينة في غمرة سعيه المحموم لاخذ البيعة ليزيد و لو بالقوة...

و بعد ذلك عقد اجتماعا عاما القي فيه كلمة:

(ذكر يزيد و فضله و قراءته القرآن، ثم قال: يا أهل المدينة، لقد هممت ببيعة يزيد، و ما تركت قرية و لا مدرة الا بعثت اليها ببيعته، فبايع الناس جميعا و سلموا،


أخرت المدينة بيعته، و قلت: بيضته و اصله، و من لا اخافهم عليه، و كان الذين ابوا البيعة منهم من كان اجدر ان يصله، و و الله لو علمت مكان احد هو خير للمسلمين من يزيد لبايعت له). [1] .

ان هذه الكذبة التي يقوم بها الحاكم القوي المدجج بالسلاح و الذي يحسب ان احدا لن يجرؤ علي ردها عليه، كفيلة بالتأثير علي العديدين من البسطاء و المفتونين و المخدوعين، و ان فيها ايحاء قويا بان ما يقوله هذا الرجل قد يكون حقا، و انه ربما لا يعلم عن يزيد الا ما علم، و هذا ما قاله لنا ابن حجر و ابن العربي و ابن خلدون و امثالهم، ممن حسبوا ان فرية معاوية كانت حقا، و انه اختار لامة محمد افضلها، و ربما تنازلوا عن هذه (الفضيلة) التي نسبوها ليزيد ثم قالوا بجواز امامة المفضول اذا اقتضت المصلحة ذلك، اما اية مصلحة اقتضت ذلك أهي مصلحة يزيد و معاوية، أو مصلحة المسلمين، فهذا ما نترك الجواب عليه للقاري ء الجاد.


پاورقي

[1] نفس المصدر 188.