بازگشت

الاجتماع الثاني بين معاوية و العبادلة


و في جلسة اخري جمع معاوية عبدالرحمن بن أبي بكر و عبدالله بن عمر و عبدالله بن الزبير و حذرهم من مغبة الاستمرار في موقفهم المناوي ء للبيعة و قال في معرض حديثه:

(و ان امر يزيد قد كان قضاء من القضاء، و ليس للعباد خيرة من امرهم، و قد وكد الناس بيعتهم في اعناقهم و اعطوا علي ذلك عهودهم و مواثيقهم) [1] .

و هذه كما قلنا نغمة طالما عزف عليها معاوية و يزيد من بعده و كل السلالة الاموية فيما بعد، ان هذا كان قضاء بامر الله، ليس لاحد فيه خيرة من امره... اما كيف تم، و بارادة من و رغبة من و لمصلحة من فهذا ما لم يشأ معاوية الخوض فيه، انه يتكلم هنا كمبعوث خاص يفلسف للناس و يوضح لهم طبيعة القدرة الالهية التي شاءت ان يكون يزيد خليفة كما شاءت ان يكون هو خليفة من قبل و كأن الامر هنا امر قضاء الهي مجرد أو معجزة الهية جعلت من يزيد خليفة، و ليست سنة الهية جعلت يزيد و اباه يتسلطان علي الامة بعد ان فقدت عوامل وجودها كأمة اسلامية، و بعد ان تنازلت عن كيانها و منهجها، و تناست كل ذلك، في غمرة الاستسلام المخزي لأعوان الشيطان و حزبه.


پاورقي

[1] المصدر السابق.