بازگشت

علي استقامته استقامة الاسلام


و قد رأينا استقامته التي هي استقامة الاسلام نفسه، و رأينا وضوحه الخارق و بصيرته النافذة و نظرته السديدة. و لعل وضوحه الخارق و استقامته اللذين لم يسبقهما الا وضوح و استقامة صاحب الرسالة صلي الله عليه وآله وسلم نفسه، هو ما حبر أعداءه و محبيه في وقت واحد و جعلهم يشتطون في أمره و يذهبون به مذاهب شتي كما عبر هو بنفسه - سلام الله عليه - عن ذلك.

كان عليه أن يتصدي للمؤامرت التي تعرض لها الاسلام، اما بشكل مباشر و عنيف كما فعل في أيام قيادته الفعلية و حكمه، أو بشكل ينسجم مع الظرف الذي مرت به الأمة كما فعل قبل خلافته بعد أن بدأ الانحراف بزاوية ضيقة غير ملحوظة ثم بدأ يتسارع و ينفرج بزاوية واسعة واضحة. و قد خاض حروبا بالسيف و اللسان مع كل


الذين تصدوا لعداوته و حربه لكي يفوت المؤامرة التي حاكها ضده (دهاة) قريش و عتاتها و طواغيتها المفسدون المترفون، و هم نفس أولئك الذين تصدوا للرسول صلي الله عليه وآله وسلم نفسه في حروب مكشوفة و مكائد مستورة.