بازگشت

اميرالمؤمنين أمل الأمة


و كان عليه السلام مع الصفوة من آل بيته من الأئمة المعصومين يمثلون الأمل الكبير لجماهير المسلمين الواعين علي امتداد العصور، و كانت تجربته القريبة، بل المتماسة مع التجربة النبوية العظيمة، هي الوحيدة القادرة علي منع الانحراف و ايقافه رغم تقادم العهد و بعد المدة. لأن طبيعة هذه الرسالة العظيمة تكمن في وضوحها و واقعيتها و قربها من النفوس المستقيمة الواعية و كذلك في امكانية تحقيقها و تطبيقها، كحالة وحيدة كفيلة بالقضاء علي التناقضات و السلبيات التي تطرحها الجاهليات المختلفة و أحداث التغيير الذي سعي اليه الامام عليه السلام طوال حياته، و خصوصا في فترة حكمه، بطريقة حاسمة و بوضوح كبير، رافضا انصاف الحلول و المساومات و الرشاوي و الفساد في مجتمع أراد له أن يكون طليعة الأمة واعية مدركة لأهداف الرسالة الاسلامية العظيمة، و هو مجتمع الكوفة في البداية. و قد لاقي في سبيل ذلك الأمرين، و هو يخوض تجربة بناء الأمة و تربيتها من جديد علي نفس النمط الذي أراده رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و حاول أن يستبعد كل الشوائب و الانحرافات التي بدأت تلوح في أفق هذه الرسالة و لما تكد تبدأ مهمتها بعد.