بازگشت

عصر الأحداث و المفاجآت


كان عصرا حافلا بالأحداث و المفاجآت و المتغيرات و العبد المتعمد عن الاسلام، و كانت كل دقيقة فيه مكرسة بشكل مقصود لابعاد الاسلام عن الحياة الي الأبد. و كان التصدي لهذه المحاولات الملعونة يقتضي عزما و شعورا عاليا بالمسؤوليه نابعا من عزم و تصميم القيادة الحقيقية للاسلام المتمثلة بالرسول صلي الله عليه وآله وسلم و آله عليهم السلام و في مقدمتهم أميرالمؤمنين عليه السلام الذي أعده اعدادا خاصا كرس له وقتا طويلا استمر طوال حياته صلي الله عليه وآله وسلم ليتولي شؤون المسلمين و قيادتهم علي نفس النهج و الأسلوب الذي اتبعه صلي الله عليه وآله وسلم.

و لم تكن حياة أميرالمؤمنين عليه السلام الذي وقف بمواجهة الأزمة التي مر بها المسلمون منذ وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و التي تفاقمت الي أبعد حد بعد خروج معاوية عليه و اعلانه الحرب السافرة، تتميز بتلك الرتابة و التكرار اللذين تميز بهما عهد العديدين ممن تسنموا مسؤولية قيادة الأمة، و ظلوا يتمتعون بذلك الحذر الناعم اللذيذ الذي تتيحه مباهج السلطة، بل كانت حياة حافلة بالأحداث و المواقف. و كانت دروسها


معدة لكي يتلقاها، لا ذلك الجيل الذي عايشه و شهد الأحداث معه، و انما كل الأجيال التي تتطلع الي الاسلام كحل وحيد لتناقضاتها و خلافاتها و مشاكلها و وجودها كعالم ثالث متأخر يتحكم فيه الطاغوت و يبتز ثرواته و خيراته و جهوده.