بازگشت

ارتداد عن الاسلام من خلال ابعاده عن الحياة


كان المجتمع يعيش في ظل معاوية حالة ارتداد واسعة عن الاسلام، و كان فرعون يقبع علي قمة عرشه سعيدا بمساعيه و بما أوصل الأمة اليه. و قد بدا له أخيرا أن الاسلام لم يظهر و ينتشر الا لتحقيق مصالحه و طموحاته و رغباته هو و أفراد تلك العائلة (السعيدة، المحفوظة) التي ناصبته العداء منذ البداية. و أن الأمر برمته لا يعدو سوي أن يكون مهزلة أو مباراة هزلية لا مكان فيها إلا للاعب الذي يتمتع بأكبر قدر من الحيلة و الدهاء و المكر. من أمثاله و أشباهه.

لم يكن يحس بالاسلام اطلاقا. و لن يستطيع أحد مهما تحيز اليه أن يدعي مستندا الي أدلة منطقية ملموسة أنه كان يعمل بدافع من حرصه علي الاسلام، و لم يكن يصلح بالمقاييس الاسلامية حتي أن يكون مجرد مواطن سوي في الدولة الاسلامية.

ذلك كان معاوية، و ذلك هو المجتمع الذي أراد ايجاده و توسيع حلقاته و أطر ممارساته لا في الشام وحدها بل في كل أقطار المسلمين، و قد نجح في ذلك هو و خلفاؤه في ذلك حد بعيد.