بازگشت

استهدفوا الامام و خطه


و من الطبيعي أن تكون الفئة التي حاربها معاوية هي الفئة التي التزمت خط الامام عليه السلام و نهجه و هكذا فانه بادر الي العمل ضدها بأعنف الأساليب و أقساها، كما عمد الي فعل مضاد قصد به تشويه صورة الامام عليه السلام و حشد خطباءه و المنتسبين الي دولته من المرتزقة الذين حسبوا أنفسهم علي الصحابة و العلماء و المفسرين و ناقلي الحديث و القصاصين و الشعراء و غيرهم لأعظم حملة سباب و شتيمة شهدها التاريخ ضد آل البيت و في مقدمتهم أميرالمؤمنين عليه السلام. و قد قصد من ذلك اضافة لتشويه صورة الامام عليه السلام الاقلال من قيمة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم نفسه بنظر المسلمين، باعتبار أن من يسبه ينتمي الي الرسول صلي الله عليه وآله وسلم انتماء حقيقيا من حيث النسب أو الدين. و جعل سبه عليه السلام سنة أموية بل اسلامية، يتقرب من يقوم به الي الدولة و يحسن صورته


أمامها. و بنفس الوقت عمد الي تضخيم صورته و تزويقها أمام المسلمين مقابل صورة الامام التي عمد تشويهها و محوها.

و باللجوء الي أسلوب السب المباشر و العلني، كان يعني بذلك أن السير علي خط الامام غير شرعي و ممنوع و أن الخط (الشرعي) الوحيد المسموح به هو خطه و شريعته، و أوهم بذلك طبقة كبيرة من الناس و خصوصا من أهل الشام الذين رباهم تربية خاصة و انحدر بهم ليكونوا أكبر طبقة للهمج الرعاع حفل بهم قطر اسلامي في ذلك الوقت.