بازگشت

الحاشية المتملقة مصالح فرعون مصالحهم


و كانت الحاشية المتملقة ترصد تحركات معاوية، و تستشعر رغباته و لهفته للتمهيد لابنه يزيد و تلتقط كل ما من شأنه أن يتيح لها المزيد من الاطلاع علي تلك الرغبات، لتقترحها عليه و كأنه لم يفكر بها أصلا. و كأنها من بنات أفكار غيره، بل هي رغبتهم و رغبة الأمة كلها. انها تغازل رغباته و ترصدها و تسحبها من داخله و تطرحها عليه كأنها رغبتها هي و كأنها ارادتها أو ارادة الأمة المطيعة المحبة.! و تلك كانت نفس مهمة أعوان فرعون موسي في السابق: تزين لفرعون رغباته و نزواته و أحلامه و اندفاعاته.

و قد رأينا علي من وقع الظلم، و من هم أولئك الذين توقع معاوية أن يتصدوا له و لسلالته فيما بعد، فعمل علي استئصالهم و كسر شوكتهم و اسكاتهم، قبل أن يبادروا هم فيستأصلوه و يقفوا عقبة في طريقه، و قد تحرك ضدهم قبل أن يتحركوا ضده، مستندا الي توقعاته لا الي ما يراه منهم فعلا، و هكذا ساد قانون الأخذ علي الشبهة و الظن، ذلك القانون الأموي الذي لم تشهد له الفرعونيات السابقة مثيلا و الذي تجلي بممارسات عنيفة من قبل النظام الأموي ضد كل من توقع و اعتقد عداوتهم له، مع أن ذلك هو ما حذر منه القرآن الكريم بشدة و وضوح.