و علي ضوء التوزيع الموفق الذي أشار اليه السيد الشهيد رضوان الله عليه، و الذي يمكن أن نتوصل الي فهمه فهما أفضل لو حاولنا أن ننظر نظرة متفحصة في آيات القرآن الكريم و في أقوال الرسول و آله عليه السلام. نري أن النظام الفرعوني الجديد - بايعاز و توجيه من معاوية نفسه - قد حاول أن يحذو حذو الفرعونية القديمة - مستفيدا من خبراتها و من غطاء الشرعية الاسلامي الذي حاول أن يضفه علي نفسه و علي حكمه - مستغلا عوامل الانحراف التي بدأت تظهر قبله و محاولات جر الأمة الي ما ابتعدت عنه في السابق - و حاول أن يكرس تقسيم المجتمع علي نفس الأسس التي قامت عليها الفرعونيات السابقة مع بعض التحسينات و التزيينات التي أجراها لجعل صورته مقبولة و حكمه مستساغا، و حاول بفعل الخزينة الضخمة التي استأثر بها أن يوسع من دائرة الطبقة الثرية المستفيدة و المنحازة الي جانبه لتشكل دائرة حماية قوية له. و طبيعي


أن تتبني هذه الطبقة الثرية كل تصورات و أطروحات و توجهات الدولة الجديدة المتفرعنة التي تدعي في الظاهر عداءها للفرعون التقليدي الأول، بينما توغل في أعمال لم يكن حتي ذلك الفرعون يقوم بها في السابق.