بازگشت

خلفاء أم طواغيت


ان (الخلافة الأموية) تنسخ التصور الاسلامي الصحيح عن الخلافة و تحاول محو التصورات القرآنية الصحيحة التي يعمل القرآن الكريم علي تكريسها في ذهن الفرد المسلم و وضعها موضع العمل و التطبيق، فهي تستبعد التصور الاسلامي القائم


علي فهم السنن التاريخية فهما دقيقا و مستوعبا، و تنظيم العلاقة بين الانسان و الطبيعة و أخيه الانسان علي أساس التكليف الرباني العلوي للانسان فان هذه العلاقة ستكون علي نمط العلاقات الطاغوتية الفرعونية التي استبعدت من الأساس هذا التكليف و نفت التدخل الرباني أو الوصاية الالهية في أي شأن من شؤون الحياة، و جعلت أمر تنظيمها و ادارتها في يدها هي، كي تتصرف و تعبث كيف ما شاءت عندما تتخلص من هذا (القيد) أو الوصاية الالهية و بذلك فانها تستطيع منح نفسها فرصة تنفيذ رغباتها و سياساتها.

و هكذا كان الأمر مع (الخليفة الأموي) في كل عهود (الخلافة الأموية)، و قد استند (الخليفة الأول) معاوية - كما رأينا - الي (مبادرات) من سبقه للخروج عن بعض مناهج الاسلام في العطاء و غيره. غير أنه استغل الخرق ليوسعه، و استغل من جاء بعده ذلك ليدخلوا من الخرق الكبير الذي أوجده، ليتمادوا الي أبعد حد ممكن، حتي لم يعد بوسع أحد أن يدخل في أذهانهم و تصوراتهم أنهم مقيدون بهذه (الخلافة) التي ابتزوها، و ليس معني صيرورتهم (خلفاء) أنهم كانوا يستطيعون الانقلاب و التحرر من التزامات الاسلام و قواعده.!.

كيف يستطيع أحد أن يفهم يزيدا و الوليد و أضرابهما مهمة الخلافة و دور الخليفة في المجتمع الاسلامي؟