بازگشت

اهل بيت النبي ضمانة لعدم انحراف الأمة


لقد أراد أن يشخص أمام الأمة - حتي بعد رحيله، رمزا للاستقامة و مقاتلا يحمي الاسلام بسيفه و روحه، و محبا شغوفا برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، متفانيا في ذات الله. أن نتمسك به ليتجسد لنا مثالا حيا واقعا للمسلم الذي يدرك مسؤولياته و يتصرف علي أساس هذه المسؤوليات و علي أساس الفهم الواعي الصحيح للاسلام. كما أرادنا أن نسير علي آثار آله في المستقبل من بعده، فمنهجهم هو منهجه نفسه. و ان بدا في الظاهر نوع من الاختلاف الظاهري في بعض طرق الأداء مما سنتكلم عنه في حينه و نوضح وحدة الموقف لجميع الأئمة عليه السلام و تطابقه مع موقف الرسول صلي الله عليه وآله وسلم نفسه و موقف أميرالمؤمنين عليه السلام.

و هكذا دعا الي التمسك بآل بيت النبي صلي الله عليه وآله وسلم و أشار بذلك الي أن المسلمين اذا ما التزموا بنهجهم، فانهم بذلك يسلكون الطريق الوحيد الصحيح الذي يضمن سلامتهم و عدم انحرافهم أو وقوعهم في مهاوي الضلالة. (انظروا أهل بيت نبيكم، فالزموا سمتهم، و اتبعوا أثرهم فلن يخرجوكم من هدي، و لن يعيدوكم في ردي، فان لبدوا


فالبدوا، و ان نهضوا فانهضوا، و لا تسبقوهم فتضلوا، و لا تتأخروا عنهم فتهلكوا. لقد رأيت أصحاب محمد صلي الله عليه وآله وسلم فما أري أحدا يشبههم) [1] فهم الضمانة الوحيدة لايصال الأمة الي خط الاسلام الصحيح و انتهاجه. فكانه عليه السلام هنا يعد الأمة لفهم دور الأئمة عليه السلام فيما بعد، و يشير الي أن هذا الدور قد يختلف من حيث المظهر تبعا للظروف و الأحداث التي تمربها الأمة، غير أنه لا يختلف في المضمون أو الجوهر لأنه يستهدف غاية واحدة، و هي الأخذ بيد هذه الأمة و قيادتها في كل ظرف. انه يدعوها لفهم موقف كل امام و عدم تفسيره كما يهوي أعداؤهم الذين هم أعداؤها و عليها اتخاذ مواقفها تبعا لهذا الفهم. و سوف تري عند ذاك الي أين ينوي الأعداء جرها، و الي أين يقودها هؤلاء الأئمة الذين لا يشبههم أحد حتي من الصحابة أنفسهم الذين عرفهم الامام عليه السلام و عاش معهم.


پاورقي

[1] نهج‏ البلاغة 240.