بازگشت

يعرف عليا و مع ذلك يأمر بسبه و النيل منه


لم يكن معاوية يجهل من هو علي عليه السلام و لم يكن يجهل منزلته و مقامه من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و من المسلمين، و كان يعلم أنه اذ يسب عليا من علي منابر المسلمين،


فانه انما يسب الله و رسوله، كما أخبرته بذلك أم سلمة زوج الرسول صلي الله عليه وآله وسلم في كتاب وجهته اليه بعد استنفاره جيوش السبابين لتقوم بمهمتها رسميا بظل و تحت حماية الدولة و رعايتها (انكم تلعنون الله و رسوله علي منابركم، و ذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب و من أحبه، و اني أشهد أن الله أحبه و رسوله) [1] .

و اذ علم الامام عليه السلام أن معاوية سيتصدي بكل أساليب القمع المعروفة لمن يمتنعون عن سبه، فانه أراد حقن دمائهم و ضمان سلامتهم و نجاتهم، عندما دعاهم الي الاستجابة الي ذلك متي ما أكرهوا، لكنه دعاهم الي التمسك بنهجه الذي هو نهج رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم نفسه و نهج الاسلام و عدم البراءة منه لأنهم بذلك يتخلون عن الاسلام نفسه و في ذلك ما فيه من خروج متعمد وردة واضحة أراد أن يجنب المسلمين مغبتها. فقد ولد علي الفطرة مسلما فلم يسجد لصنم حجري أو بشري و لم ينحني لغير الله أو يعلن خضوعه لغيره، و قد سبق الي الايمان و الهجرة، و ظل علي نفسي قوة تمسكه بالاسلام و ارتباطه به.


پاورقي

[1] العقد الفريد 108 - 5.