بازگشت

كيف يري الامام الأمة في ظل معاوية


فكيف رأي الامام عليه السلام المجتمع الاسلامي بعده، في ظل حكومات يتزعمها معاوية و أشباهه من السلالة الأموية المتفرعنة التي اغتصبت كرسي الخلافة و وثبت علي مركز السلطة. كيف رأي (الخليفة)، و كيف رأي الأمة في ظل هذا (الخليفة).


(أما أنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم مند حق البطن، يأكل ما يجد، و يطلب ما لا يجد فاقتلوه، و لن تقتلوه. الا و أنه سيأمركم بسبي و بالبراءة مني، فأما السب فسبوني فانه لي زكاة و لكم نجاة، و أما البراءة فلا تتبرأوا مني، فاني ولدت علي الفطرة، و سبقت الي الايمان و الهجرة) [1] .

و كان (الخليفة الجديد) يسعي حقا لتشويه صورة الخلافة الحقة، كما نزل بها القرآن الكريم و أوصي بها الرسول صلي الله عليه وآله وسلم. فكان واجب الأمة حيال انحرافه أن لا تدعه علي منبر الخلافة بل و أن تقتله. غير أنها اذ ضعفت و استسلمت فانها لن تتمكن من اكمال هذه المهمة، و سيمضي هو الي النهاية في انحرافه، و ربما كان هذا ما عناه أميرالمؤمنين عليه السلام، فاقتلوه، و لن تقتلوه. حدد واجب الأمة و علم أنها لن تكون قادرة علي تنفيذ هذا الواجب.

كان سعي معاوية لتشويه صورة الخلافة، يتمثل في جانب منه تشويه صورة الخليفة الحقيقي أميرالمؤمنين عليه السلام، و قد جعل هذه مهمة أساسية له، اذ ماذا يمكن أن يقول للأمة اذا ما حاسبته أو تساءلت علي الأقل: لماذا اعلان الحرب علي علي عليه السلام و هو من هو، و الأمة كلها تعرفه و تعرف مناقبه؟ غير أنه اذا ما جند جيشا من المرتزقة من الذين يمتهنون الحديث و التفسير و يدعون صحبة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لطمس تلك المناقب، فان مهمته تبدو يسيرة بنظره. و كانت مهمة معاوية مزدوجة، تشويه صورة أميرالمؤمنين عليه السلام و صورة الاسلام علي السواء. و كما حاول أن يبين أنه أصلح للأمة من علي عليه السلام، فانه حاول أن يبين أن نهجه أصلح من نهج الاسلام و أفضل للأمة، و أنه النهج العملي الذي سوف يصمد الي الأبد مقابل ذلك النهج الذي لم تشهده الأمة و تعيشه الا في حياة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و حياة أميرالمؤمنين عليه السلام ثم ابتعدت عنه بتأثير التيارات و الأحزاب و القوي المتصارعة الطامعة من قريش و غيرها التي برزت علي الساحة بعيد رحيل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.


پاورقي

[1] نهج‏ البلاغة 159.