بازگشت

اهل الشام كيف وصفهم الامام


بعد أن وصف الامام عليه السلام معاوية ذاك الوصف الدقيق، و وصف حال أهل الشام، أيضا، و هم (الخميرة) التي كونها معاوية و حاول زرعها في جسم الأمة الاسلامية لتكون هذه الأمة كلها علي غرارها فيما بعد، و كما أوضحنا فان الامام لم ينطلق في وصفهم من كره خاص لهم و انما لتقويم حالهم.

فأهل الشام كما وصفهم الامام (العمي القلوب الصم الأسماع الكمه الأبصار، الذين يلتمسون الحق بالباطل و يطيعون المخلوق في معصية الخالق، و يحتلبون الدنيا درها بالدين و يشترون عاجلها بآجل الأبرار و المتقين) [1] .

(فهات رجلا من أهل الشام يقبل في الشوري أو تحل له الخلافة) [2] .

و كتب الي معاوية بشأنهم و بشأن من انحرف معهم: (و أرديت جيلا من الناس كثيرا، خدعتهم بغيك، و ألقيتهم في موج بحرك، تغشاهم الظلمات، و تتلاطم بهم الشبهات، فجازوا عن وجهتهم، و نكصوا علي أعقابهم، و تولوا علي أدبارهم، و عولوا علي أحسابهم) [3] .


(و ليس أهل الشام بأحرص علي الدنيا من أهل العراق علي الآخرة) [4] .

(جفاة طغام، و عبيد أقزام، جمعوا من كل أوب، و تلقطوا من كل شوب، ممن ينبغي أن يفقه و يؤدب و يعلم و يدرب و يولي عليه و يؤخذ علي يديه، ليسوا من المهاجرين و الأنصار و لا من الذين تبوأوا الدار. ألا و أن القوم اختاروا لأنفسهم أقرب القوم مما تكرهون) [5] .

و قد بين عليه السلام سبب نجاح معاوية معهم و تمكنه منهم. (طبيب دوار بطبه، قد أحكم مراهمه و أحمي مواسمه، يضع ذلك حيث الحاجة اليه، من قلوب عمي، و آذان صم، و ألسنة بكم متتبع بدوائه مواضع الغفلة، و مواطن الحيرة، لم يستضيئوا بأضواء الحكمة، و لم يقدحوا بزناد العلوم الثاقبة، فهم في ذلك كالأنعام السائمة، و الصخور القاسية) [6] .


پاورقي

[1] نهج‏ البلاغة 573.

[2] العقد الفريد 77 - 5.

[3] نهج‏ البلاغة 156 - 507 - 533 - 572.

[4] نهج‏ البلاغة 156 - 507 - 533 572.

[5] نفس المصدر.

[6] نفس المصدر.