بازگشت

الشام نقطة الشروع لتعزيز الانحراف


لقد رأي أن الشام ستكون هي نقطة الشروع بالانحراف الواسع، بل أن الشام قد بدأت تكون كذلك، فلا عجب أن راح الامام يشخص الحالة المرضية التي وقعوا فيها، و جعلتم بعيدين عن الاسلام، و ذلك بفعل العوامل المتعددة التي ذكرنا قسما منها في هذا الفصل، و منها روية أهل الشام للاسلام بالعين الأموية التي لم ترد للاسلام أن يعرف الا من خلال مصالحها و وفق (اجتهاداتها) هي، و لبعد الشام النسبي عن حاضرة الاسلام الأولي في عهد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و عدم دخولها في الاسلام الا في وقت متأخر، مع أن ذلك تم من خلال يزيد بن أبي سفيان الذي استلم معاوية منه قيادة الشام فيما بعد، بعيد وفاته. و عدم متابعة الشام أو عاملها معاوية متابعة حقيقية من قبل الخلفاء الذين سبقوه، مما مكنه من الاستئثار بها و استخلاصها لنفسه خاصة، ساعده علي ذلك وقوع بعض الأحداث و الفتن التي كان هو الممهد للعديد منها و طرفا رئيسيا فيها في عهد عثمان و في عهد الامام عليه السلام.